============================================================
(واعلموا إنما غنمتم من شيء فإن لله خمسه) [الأنفال: 41]، ولله الدنيا والآخرة. فهذا خصوصية.
وقال بعض العلماء: إن الله عز وجل قدر خلق آدم، فكان ذلك خلقا له، ثم برأ النسمة، فأسكنها في تلك الصورة، فكان ذلك نفخ الروح فيه، ثم أقام مثاله صورة سوية في آخر أمره(1). وعند تمامه ظهرت صورته. قال الله عز وجل (الخالق البارئ المصور) [الحشر: 24]. وقال لقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) [الأعراف: 11] . هذا حين انتهت خلقته إلى الغاية والتمامية سماها "صورة" . وقال (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا ال المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين [المؤمنون: 12- 14]. فكان هذا التقدير خلقا منه لها في هذه ال الحالات. فلما صارت إلى التمام والغاية، أبرزها تامة فسواها(2) صورة، لأنها صارت مثالا تاما.
وجمع الصورة: صور، بفتح الواو. ويقال: صور، بتخفيف الواو.
وقال أبو عبيدة في قول الله عز وجل (ونفخ في الصور) [الكهف: 99]، يعني جمع صورة، فذهب إلى أن الله عز وجل ينشر صور الخلائق في المعاد، ثم ينفخ فيها، {فإذا هم قيام ينظرون [الزمر: 68]. قال: وخرجث مخرج سور المدينة(3) . ومجازه مجاز المختصر : أي نفخ فيها أرواحها. وأنشد للعجاج: [الرجز] فرب ذي سرادق محجور سرت إليه في أعالي السور(4) قال: ومنها سورة المجد(5)، وأنشد: [الكامل] (1) هكذا في م وأخواتها، وفي ب: صورة سواه وآخر أمره.
(2) هكذا في ب، وفي م وأخواتها : فسماها صورة.
(3) كرر أبو عبيدة هذا التفسير مرتين، انظر: مجاز القرآن 196/1، و162/2.
(4) مجاز القرآن 196/1، و162/2، والمعاني لابن قتيبة 475/1 ، وديوان المجاج ص 27.
(5) مجاز القرآن 196/1، و162/2.
Página 210