============================================================
[3] الحمن الوحيم قال أبو عبيدة: "الرحمن": مجازه ذو الرحمة، و"الرحيم": مجازه الراحم(1). قال: وقد يقدرون اللفظين من لفظ واحد، والمعنى واحد، لاتساع الكلام عندهم، وقد فعلوا [مثل](2) ذلك، فقالوا: ندمان، ونديم(3). قال برج بن مسهر الطائي، الجاهلي: [الوافر] و ندمان يزيد الكأس طيبا سقيت إذا تغورت النجوم(4) وقال النعمان بن نضلة العدوي: [الطويل] فإن كنت ندماني فبالأكبر اسقني ولا تسقني بالأصغر المتثلم لعل أمير المؤمنين يسوؤه تنادمنا بالجوسق المتهدم(5 وقال بريق الهذلي: [الطويل] ر زثنا أبا زيد ولا حي مثله وكان أبو زيد أخي ونديمي قال المبرد: "الرحمن الرحيم" هو اسم وقع على وزنين؛ "فعلان" و"فعيل"، و نظيره من الكلام لهفان ولهيف، وندمان ونديم. وأنشد: "وندمان يزيد الكأس.
طيبا". قال: و"فعلان" لا يجوز أن يقال إلا لله عز وجل، يقال له "رحمن"، ولا يقال لغيره. ول"رحيم" ولاسميع" و"اعليم" يجوز أن ينعت به مخلوق. تقول: مررت برجل سامع وسميع، وعالم وعليم. قال الله عز وجل (وفوق كل ذي علم عليم) (1) أبو عبيدة: مجاز القرآن 21/1.
(2) زيادة من مجاز القرآن، لم ترد في الأصول.
(3) أبو عبيدة: مجاز القرآن 21/1، اشتقاق أسماء الله ص 39 . ونقل الطبري هذا النص، منتقدا اياه، لكنه لم ينسبه لأبي عبيدة، بل قال : وزعم بعض من ضعفت معرفته بتأويل أهل التأويل ، لا وقلت روايته لأقوال السلف من أهل التفسير. انظر: تفسير الطبري 68/1 .
(4) أبو عبيدة: مجاز القرآن 21/1.
(5) أبو عبيدة: مجاز القرآن 21/1، فتوح البلدان للبلاذري ص 543، الأشربة لابن قتيبة ص 44، الزاهر 152/1، الاشتقاق لابن دريد 139/1 . والبيتان في ب، وفي م وأخواتها البيت الأول فقط.
(6) أبو عبيدة: مجاز القرآن 21/1، وأشعار الهذليين بشرح السكري ص 745.
176
Página 179