============================================================
يقال: ناقة عسير، وبعير عسير، إذا اعتسرث من الإبل فركبت، ولم ستحكم(1). وناقة عروض، إذا قبلت بعض الرياضة. ويقال أيضا : ناقة عرضية، أي صعبة. قال ابن أحمر: [الكامل] ومنحتها قولي على عرضية علط أداري ضفنها بتودد(2) فروض وعرضية هي التي تعترض، لا تمر مرورا مستقيما، وهي أصعب ما تكون، إذا كانت كذلك. كأن الصعب من الإبل سمي عروضا لأنه صلب لا ينقاد(3). والعروض في غير هذا الحجاز. قال: [الطويل] لعمري لقد حنث إلي ودونها لسان العروض تغتدي وتروح(4) فكأن عروض الشعر سمي بذلك لأن الصعب الملتوي يقوم [به](5) .
فأي لغات الأمم لها هذه الأسباب الفاضلة، والفضائل الظاهرة، التي قدا خص الله بها اللغة العربية؟ ثم إن للغة العرب ديوانا ليس لسائر لغات الأمم، وهوا الشعر الذي به قيدوا المعاني الغريبة، والألفاظ الشاردة، فإذا أحوجوا إلى معرفة معنى حرف مستصعب، أو لفظ نادر، التمسوه في الشعر(2) الذي هو ديوان لهم ، تفق عليه، مرضي بحكمه، مجتمع على صحة معانيه(7) وإحكام أصوله، محتج به على ما اختلف فيه من معاني الألفاظ وأصول اللغة.
(الشعر عند العرب] والشعر هو الكلام الموزون على روي واحد، المقوم على حذو واحد، قدا حذي البيت بالبيت حذو النعل بالنعل، والقذة بالقذة، حتى لا يخالف بعضه بعضا (1) ولم تستحكم: زيادة من م وق وس وك وز وه.
(2) شعر عمرو بن أحمر الباهلي ص 52 ، وفي ب: صعبها.
(3) الجملة (كأن الصعب) زيادة من م وس وق وك وز وه.
(4) لأبي ذؤيب من قصيدته الحائية في شرح أشعار الهذليين للسكري ص 155 ، ولم يرد البيت في ديوان الهذليين، طبعة دار الكتب 114/1.
(5) في جميع الأصول : الذي يقوم. والزيادة منا .
(6) الشعر: سقطت من ب.
(7) في ه: معائبه.
Página 111