============================================================
انما يقال: توهم الشيء أي(1) أنه أبدعه عنده قبل أن أظهر صورته، كما يقال: أراد الشيء وشاءه ودبره. وليس التوهم والإرادة والمشيئة والتدبير منه بآلة، كإرادة المخلوقين وتدبيرهم، الذي يكون بالفكر والروية والقلب، وإنما يقال ذلك في اله على التقريب إلى الأفهام، لأنا لم ندرك كيفية الأشياء إلا على حسب ما يكون منا . ومن أجل ذلك سمت الفلاسفة وأصحاب النظر الأشياء الدقيقة التي لا تدرك بالحواس "وهميات"، فقالوا للشيء اللطيف الذي لا يدرك بحس "هذا وهمي"، لأنه لا غاية وراءه في اللطافة. فمعنى قول الصادق عليه السلام إن الله توهم شيئا م توهما أي كان فعله الأشياء أولا في غاية اللطافة وهميا، ثم صار في حد الإرادة والمشيئة، ثم ظهرت الصورة.
فعلى هذا المثال، يقال: توهم الشيء عز وجل، ودبر وأراد وشاء. والتوهم الطف من الإرادة والمشيئة، والإرادة(2) والمشيئة ألطف من القدر والقضاء والقضاء والقدر ألطف من التصوير. وليس يكون شيء من ذلك من الله تبارك وتعالى بآلة ولا أداة، كما يقال: هو سميع بصير عليم، ليس أنه سميع بأذن، أوا صير بعين، أو عليم بقلب، كما يكون من المخلوقين بآلات وأدوات وجوارحا انما يقان ذلك في الله عز وجل على حسب ما قلنا إنه على التقريب إلى الأفهام أنا لا ندرك كيفية هذه الأشياء إلا على حسب ما يكون منا بآلات. فإذا كانت من اله تعالى لا يدرك كيفيتها غيره عز وجل عن صفات المخلوقين، وتعالى علوا كبيرا.
(الحساب ونتظرية المعرفة وقد ذكر أن لغة العرب بنيث على ثمانية وعشرين حرفا، وسائر اللغات على (3)3 -11 أنين وعشرين حرفا، وأن الخمسة هي [التي](3) تختلف في سائر اللغات، وهي علم العلماء، وأن الله عز وجل خص قوما بمعرفتها دون قوم. وحقيق أن يكون (1) أي : سقطت من ه.
(2) الإرادة : لم ترد في ه (3) زيادة لم ترد في الأصول.
Página 100