============================================================
"تاووس"، وقلبوا الظاء والضاد إلى الدال، فقالوا في معنى "ضربه" و"ظلمه" : ادربه" و"دلمه"، وقلبوا الصاد إلى السين، فقالوا للصنم "سنم"، وقلبوا الذال إلى الدال، فقالوا للذليل "دليل"، والتاء إلى التاء، فقالوا للكثير "كتير" .
فعلى هذا، كل ما جاء في لغتهم مما فيه هذه الأحرف قلبوه إلى هذه، فظهر فيها هذا النقصان القبيح، وولدوا أحرفا ليسث بأصلية. فولدوا بين الفاء والباءا حرفا(1)، فقالوا للرجل "پاي"، وللبستان "باغ" . فالياء التي هي في اسم الرجل حيزها بين الفاء والباء، والتي في اسم البستان هي الباء الأصلية. وولدوا حرفا بين القاف والكاف، فقالوا للقبر "كور"، وقالوا للأعور "كور" . فالگاف التي في اسم القبر حيزها بين القاف والكاف، والكاف التي في اسم الأعور هي الأصلية . ولدوا بين الجيم والكاف حرفا فقالوا للبشرة "چهرة"، وقالوا للنهر "جوي" .
(2 الجيم التي في اسم البشرة مولدة، والتي في اسم النهر هي الأصلية(2) .
فعلى هذا ما قد بينا من الزيادة والنقصان، وهو عيب ظاهر في لغتهم الأصلية. ثم خالطتها لغة العرب، حين أظهر الله الإسلام، وأسلمت العجم وتوالدوا على اللغة العربية، ونشأوا فيها، فخلطوا بعضها ببعض، وراضوا أنفسهم بها، ومرنوا(3) عليها، فأدخلوا هذه الأحرف في كلامهم، وسهلث على ألفاظهم . فإذا حاولوا تسطيرها بكتاباتهم(4) تعذر ذلك عليهم، لأنها لم تبن على هذه الأحرف، فأحوجوا إلى الاحتيال فيه وفي استخراجه . وإذا اعتبرت سائر اللغات (1) ابن قتيبة : تأويل مشكل القرآن ص 11 . والمقصود صوت الباء المهموسة (4). وبالطبع من وجهة نظر لغوية حديثة، لا توجد أصوات أصلية وأصوات مولدة، بل تصدر هذه النظرة عن مركزية لغوية، كانت مألوفة قديما.
(2) يعقد المؤلف هنا مقارنة صوتية بين الباء والپاء، أو (6) و()، والكاف والكاف، أو (4) و()، والجيم والجيم، أو (2ل) و(لا). وهذه أصوات تتقارب من حيث المخرج الصوتي ونوع الصوت، ولكنها تختلف في الجهر والهمس. والصوتان الأخيران مركبان، لا يختلفان الا في خاصية الجهر والهمس. ويطور المؤلف هنا موضوعة ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن ص 11.
(3) في ه: وتربوا عليها. وفي م : كتب: وتربوا عليها، ثم كتب فوقها: ومرنوا عليها. وفي بعض النسخ جرى التصحيح في الهامش.
(4) في م : بكتابتهم.
Página 97