كان زيتون يشعر بالامتنان لاستمرار قلق أخيه عليه. كان الأشقاء في أسرة زيتون يرتبطون بعلاقة وثيقة، ولكن أحمد كان أشدهم قلقا وقضاء للوقت في جمع العناوين وأرقام التليفونات والصور وإضافة ما يستجد منها. ربما كان السبب إحساسه بانقطاع الرابطة معهم لأنه يعيش في إسبانيا، لكنه كان، على أي حال، يريد أن يعرف مكان وجود أشقائه وما يفعلون، وكان يركز على عبد الرحمن بصفة خاصة، إلى الحد الذي جعله يتصل به منذ سنوات ذات يوم، في الظهيرة في نيو أورلينز، ويقترح عليه اقتراحا بالغ الغرابة.
سأله أحمد: «ماذا تفعل اليوم؟»
كان ذلك يوم السبت، وكان زيتون يتأهب للخروج إلى البحيرة مع كاثي والأطفال.
وقال أحمد: «هل تعرف ركن تقاطع شارع بوربون وسانت بيتر؟»
وقال زيتون إنه يعرفه.
فرد أحمد قائلا: «عندي فكرة.» ثم أوضح له أنه وجد موقعا على الإنترنت يمكنه فيه الاتصال به بالصوت والصورة في ذلك الركن، فإذا ذهب زيتون إليه استطاع أحمد أن يراه في الواقع وأحمد جالس أمام الكمبيوتر في إسبانيا.
وسأله أحمد: «هل تود ذلك؟»
فقال زيتون: «بالتأكيد، ولم لا؟»
وأخذ زيتون الأطفال في شاحنته وسار بها الأميال القليلة التي تفصله عن الحي الفرنسي، وبحث عن ركن تقاطع شارعي بوربون وسانت بيتر، وعندما وصل بحث عن الكاميرا فلم يجدها، لكنه قال في نفسه إن عليه أن يقف برهة هناك على الأقل. بل إنه وقف مع الأطفال في ركن من أركان التقاطع من باب الحيطة. وعندما عاد إلى البيت اتصل بأحمد الذي كان يوشك أن يتواثب فرحا في التليفون.
قال أحمد: «شاهدتك! شاهدتكم جميعا! بجوار محل السجق الساخن!»
Página desconocida