وأضافت كاثي: «وعلت الأمواج إلى ارتفاع خمس وعشرين قدما.»
وغير زيتون الموضوع قائلا: «هل أقنعت أسرة دي كليرك بالموافقة على العينة التي أرسلناها من ذلك الطلاء؟»
وقالت كاثي: «نعم. فهل سمعت عن فقدان أسرة من خمسة أفراد؟»
ولم يكن زيتون قد سمع، فاندفعت كاثي في عجلة لاهثة تقص عليه ما عرفته عن الأسرة المفقودة في البحر في قاربها الصغير، بعد أن جرفه الإعصار، وهو ما سوف يحدث لأسرة زيتون إذا لم تفر وتتجنب مسار الإعصار.
وقال زيتون: «لسنا في البحر يا كاثي.»
كان زيتون قد قضى ما يقرب من عشر سنوات على متن السفن التي كانت تنقل كل شيء، من الفاكهة إلى البترول، وعمل بحارا، ومهندسا، وصيادا، وذهب إلى كل مكان من اليابان إلى كيب تاون في جنوب أفريقيا. وكان أخوه أحمد يقول له دائما: «إذا وجد البحار الميناء المناسب أو المرأة المناسبة فسوف يرسو بالسفينة.» وفي عام 1988، وصل زيتون إلى الولايات المتحدة على ظهر ناقلة بترول من المملكة العربية السعودية إلى هيوستن، وبدأ العمل عند مقاول في باتون روج، وفي تلك المدينة قابل أحمد، وهو أمريكي من أصل لبناني أصبح من أقرب أصدقائه، كما كان القناة التي قابل عروسه من خلالها.
كان أحمد يعمل آنذاك في محطة بنزين، وزيتون يعمل بإلصاق الرقائق البلاستيكية على الفواصل بين الغرف . وتصادقا عندما اكتشفا انحدارهما من أسلاف مشتركة. وذات يوم سأل زيتون أحمد إن كان يعرف امرأة غير متزوجة تناسبه، وكان أحمد متزوجا من امرأة تدعى يوكو، وهي أمريكية ذات أسلاف يابانية كانت قد اعتنقت الإسلام. كما اتضح أن يوكو كانت لها صديقة، وعندها أحس أحمد بصراع داخلي بسبب حبه لزيتون وثقته به ورغبته في مساعدته، وكان يأمل في تزويج صديقة يوكو من أحد أصدقائه، فقال إنه إذا لم يوفق في مسعاه لإقامة ارتباط بين صديقه وصديقة يوكو فسوف يعرفها قطعا بزيتون. وكان زيتون يريد احترام هذا الشرط، ولكن فضوله ازداد في الوقت نفسه إلى حد الاغتياظ، فمن يا ترى كانت تلك المرأة التي يحمل لها أحمد من التقدير ما يدفعه إلى الامتناع حتى عن ذكر اسمها؟
وفي ذلك العام كان تصميم زيتون على العثور على المرأة المناسبة يزداد باطراد، فأخبر أصدقاءه وأقاربه أنه يبحث عن امرأة مسلمة واقعية تريد تكوين أسرة. وكانوا يعرفون أنه رجل جاد مجتهد في عمله، فعرفوه بكثيرات، أرسلوه مرة إلى نيويورك ليقابل ابنة أحد المعارف، وذهب إلى أوكلاهوما ليقابل ابنة عم أحد الأصدقاء. وذهب إلى ألاباما ليقابل أخت رفيق لأحد زملائه في العمل.
وفي غضون ذلك كانت صديقة يوكو قد عرفت بصديق أحمد، وتقابلا فعلا عدة مرات على مدى عدة أشهر، ولكن العلاقة لم تكلل بالنجاح. وهنا وفى أحمد بوعده وأخبر زيتون أن صديقة يوكو لم تعد تتوقع الارتباط بشخص معين، وهنا فقط باح باسمها له: كاثي.
وسأله زيتون: «كاثي؟!» لم يكن زيتون يعرف مسلمات كثيرات يحملن هذا الاسم، فعاد يسأله: «كاثي ماذا؟»
Página desconocida