كانت تطلع على الإنترنت، فوجدت أن المركز القومي للأعاصير عدل من تصنيف كاترينا معتبرا أنها إعصار من الدرجة الثانية، كما قال المركز إن المسار المحتمل لكاترينا قد انتقل من اللسان الممتد في البحر في فلوريدا إلى ساحل ولايتي المسيسيبي ولويزيانا، كانت العاصفة الآن تعبر جنوب فلوريدا برياح تبلغ سرعتها نحو تسعين ميلا في الساعة، وأدت إلى قتل ثلاثة أشخاص على الأقل، وانقطعت الكهرباء عن 1,3 مليون منزل.
وقال زيتون: «الناس هنا في قلق.» وأدار بصره في المخزن ثم قال: «كثير منهم يشترون ألواح الخشب الرقائقي.» كانت صفوف الزبائن طويلة، وبدأ مخزون المستودع من الألواح البلاستيكية يتناقص، وكذلك مخزونه من شرائط العزل والحبال، وكل ما من شأنه حماية النوافذ من الرياح.
وقالت كاثي: «سأستمر في المراقبة.»
وفي موقف السيارات نظر زيتون إلى السماء مستطلعا ما يدل على العاصفة المقبلة، لكنه لم يلحظ شيئا غير عادي، وعندما أخذ يدفع عربته اليدوية إلى الشاحنة، لا حظ شابا يدفع عربة مماثلة حافلة بالمؤن يقترب منه.
وسأله الشاب: «ما حال العمل؟»
وقال زيتون في نفسه إنه كهربائي على الأرجح.
وقال زيتون: «لا بأس، وكيف حال عملك أنت؟»
وأجاب الشاب: «ليس أفضل الأحوال.» ثم عرف زيتون بنفسه وبصنعته قائلا إنه كهربائي، كما حدس زيتون. وكانت شاحنة الشاب واقفة بجوار شاحنة زيتون، فبدأ يساعد زيتون في نقل ما في عربته إلى شاحنته ثم قال: «إن احتجت يوما ما إلى كهربائي فسوف أكون جاهزا، ومواعيدي دقيقة وأتم كل عمل أبدؤه.» وأعطى بطاقته لزيتون، وتصافحا ثم ركب الكهربائي شاحنته، وكانت في نظر زيتون أفضل حالا من شاحنته هو.
وسأله زيتون: «لم تحتاج إلي؟» ثم أردف قائلا: «شاحنتك أحدث من شاحنتي!»
وضحك الاثنان، ووضع زيتون بطاقة الشاب على لوحة مفاتيح السيارة وبدأ يغادر الموقف، وقال في نفسه إنه سوف يتصل تليفونيا بالشاب إن عاجلا أو آجلا، فهو دائما يحتاج إلى كهربائي، وراق له نشاط الشاب. •••
Página desconocida