كانت تحتاج إلى العودة إلى نيو أورلينز، واستئجار زورق من نوع ما، كي تعود إلى المنزل في شارع دارت، كانت تحتاج إلى رؤيته، في أي مكان كان، كانت تحتاج إلى أن تعثر عليه وتدفنه، كانت تريد أن ينتهي كل ذلك.
كانت تشعر طيلة الصباح بأمن من نوع جديد، كانت تقول في نفسها: إن الوقت حان للجد، للتوقف عن الأمل، وللشروع في العمل استعدادا لأي شيء يأتي به المستقبل. •••
وعند الظهيرة سمعت كاثي أن إعصارا آخر، وكان يدعى «ريتا» هذه المرة، يتجه إلى نيو أورلينز. وهكذا ألغى العمدة ناجين الخطط التي كان قد وضعها لإعادة فتح المدينة، وكانت العاصفة قد رصد مسارها فوق الخليج وتتجاوز سرعة الرياح فيها 150 ميلا في الساعة، وكان المتوقع وصولها يوم 21 من سبتمبر. وقالت كاثي في نفسها إنها حتى لو تمكنت من الوصول إلى مقربة من نيو أورلينز فسوف تردها الرياح على أعقابها.
ودخلت نديمة غرفة الجلوس.
وسألت: «أينبغي أن نصلي؟»
وكادت كاثي أن تقول: لا - فلم تفعل غير الصلاة - لكنها لم ترد أن تخيب رجاء ابنتها.
فقالت: «قطعا. هيا بنا.»
وأقامتا الصلاة على أرضية غرفة الجلوس، وبعدها قبلت جبين نديمة، واحتضنتها، وقالت في نفسها: «سوف أعتمد كثيرا عليك. مسكينة يا نديمة! فأنت لا تعرفين.»
ثم رن تليفون كاثي الخلوي، فالتقطته وقالت: «مرحبا.»
وسألها صوت رجل: «هل هذه مدام زيتون؟» كان يبدو متوترا، وأخطأ في نطق اسم «زيتون»، وشعرت كاثي بالهلع لكنها تمكنت من أن تقول: نعم.
Página desconocida