وكان يملك أموالا وفيرة، وكان واسع السخاء، عظيم العطاء، منح المال كله للجند، فضاقت يده، ولم يحالفه التوفيق، واضطر أن يذهب إلى نيشاپور فى سنة ثمان وثلاثمائة، فأرسل نصر بن أحمد أمير خراسان حمويه بن على إليه، فالتقيا فى طوس، ودارت رحى الحرب بينهما، وهزم حمويه وفر إلى مرو، فتعقبه ليلى، ودخل مدينة مرو فى أثره، فسيطر على المدينة حمويه ومحمد بن عبد الله البلعمى 52 وأبو جعفر الصعلوك وخوارزمشاه وبكر بن محمد وسيمجور الدوادار وقراتگين وبغرا، فتحير ليلى، واختفى فى بستان كان فى آخر المدينة، فقبض عليه رجال بغرا وأرسلوا رسولا إلى حمويه، فأمر أن يجزوا رأسه، ويضعوها على حربة، وأروها لعسكره فخافوا وطلبوا الأمان، فأمنهم جميعا، وكان مقتل ليلى فى السادس من صفر سنة تسع وثلاثمائة، ولما رجع ما كان بن كاكى 53 من هذه الهزيمة تولى الأمور 54 واستقر فى طبرستان، وجعل الخطبة لأبناء حسن بن على الأطروش فى جرجان وطبرستان والرى، وحينما وصل الخبر إلى الأمير سعيد نصر بن أحمد أمر أن يستدعى محمد بن المظفر أمير نيشاپور ماكان بن كاكى، وأن يدخل السرور على قلبه، وأن يعقد معه العهود، فقصد (ماكان) نيشاپور، بعد وصوله إلى طبرستان، ونقض العهد. وكان الصعلوك أمير الرى على وفاق مع أمير نيشاپور بكر بن محمد بن اليسع، ولما سمع ماكان بأخبار هذا الوفاق لم يستطع القدوم، فخرج أسفار بن شيرويه ومردآويز 55 56 ووشمگير بن زيار الذين كانوا فى جيش ماكان، واستولى على جرجان وطبرستان.
القاهر بالله
وهو أبو منصور محمد بن أحمد المعتضد، حينما تولى الخلافة قبض على حمى أخيه، وطالبه بالمال، وصلبه حتى مات. وسمل عين ابن المكتفى، وأرسل عهد خراسان إلى الأمير سعيد بن نصر بن أحمد بصحبة عباس بن شفيق.
ثم اجتمع الحشم وخلعوا القاهر فى سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة. وفى عهده أعطى الأمير سعيد قيادة جيوش خراسان إلى محمد بن المظفر.
ورجع ماكان بن كاكى من بلاد الديلم وقدم إلى محمد بن المظفر بسبعة أشخاص فأرسل إليه الدواب والسلاح والدراهم، ثم قصد مرداويز محمدا، فترك محمد جرجان، ورجع إلى نيشاپور، وكان لمرداويز كاتب يدعى: مطرف بن محمد. فاتفق محمد ابن عبد الله البلعمى مع مطرف بن محمد هذا وضمن مطرف أن يغير قائد الجيوش، وعلم مرداويز، فقبض على مطرف، واستولى على كل أمواله، وأخيرا قتله، ولم يصلوا إلى مقصودهم.
Página 141