وقصد خاقان الترك إيران، وكان بهرام مشغولا بالطرب والشراب فدخلها الخاقان، وكان بهرام قد ذهب إلى آذربيجان للصيد، ويئس الإيرانيون فقبلوا الضريبة والخراج، فاغتر الخاقان، ومكث فى مرو آمنا، وشغل بالصيد والطرب، فباغته بهرام، وقبض عليه وعلى كل حاشيته فى مكان الصيد، وأسرهم، وأعمل السيف فى الجيش فقتل الكثير منهم، وهرب الباقون فتعقبهم إلى بلاد ما وراء النهر، وقهر تلك الديار واستولى على التركستان.
وفى عهده عثروا على كنز كيكاوس وهو: جاموستان ذهبيتان مرصعتان بالجواهر مربوطتان على معلف فضى، وبدلا من التبن والعلف تناثرت أمامهما الجواهر واللآلئ، وحينما أخبروه به قال: نحن لا نحمل الكنز الذى ادخره كيكاوس لأنه من العار علينا حمل مدخرات الآخرين، يجب أن يؤخذ المال من الأعداء لخزائننا بالسيوف والسهام والسواعد القوية، ثم نعمر الملك ولكن ليس بأموال الموتى، ثم أمر فوهبوا هذا المال وهذه الجواهر للفقراء.
وكان بهرام گور يتحدث بكل اللغات: وقت الضرب بالصولجان كان يتحدث بالپهلوية، وفى الحرب كان يتحدث بالتركية، وفى المجلس مع العامة كان يتحدث بالدرية، ومع الموابدة وأهل العلم كان يتحدث بالفارسية، ومع النساء كان يتحدث بالهروية 18، وحينما كان يركب السفن كان يتحدث بالنبطية، وحينما كان يغضب كان يتحدث بالعربية.
وحينما مر على ملكه ثلاثة وستون عاما كان يسرع ذات يوم من أجل فريسة صيد فسقط فى جب وهلك. وهو أول من أجلس الضيف فى صدر المجلس.
يزدجرد بن بهرام
حينما جلس يزدجرد بن بهرام على العرش سلك مع الرعية مسلكا كريما، وهدأ العالم فى زمانه، وتوقفت الحروب، وكان حسن الخلال. وكان حريصا على صناعة السلاح وتجميله، وترتيب الجيش، وكان دائما يهب الصلات والعطايا للجند والرعية، وبنى حائطا بين أرمينية والخزر حتى باب الأبواب، ولكنه مات دون أن يتمه، وكانت مدة حكمه ثمانية عشر عاما.
Página 78