Mi esposo Tharwat Abaza

Cafaf Caziz Abaza d. 1438 AH
34

Mi esposo Tharwat Abaza

زوجي ثروت أباظة

Géneros

وكان من أصدقائه أحمد بك الطاهري ومحمود محمد محمود بك رئيس جهاز المحاسبة ابن محمد باشا محمود الذي عرض الإنجليز على والده محمود باشا سليمان الملك ولكن أبى، وكان يحب أن يمزح معهما وهو بطبيعته حاضر النكتة سريع البديهة، ولكن «محمد محمود بك» كان لا يتجاوب معه وكان يقول له: «يا ثروت بك ولدت في بيت لا يعرف المزاح ولم نمزح في حياتنا قط.»

وكان أصدقاؤه جميعا أكبر منه سنا بكثير حتى إن صهره الدكتور أحمد عبد العزيز إسماعيل قال له ضاحكا: «أنت لن يكون لك أصدقاء بعد قليل من الزمن لأنهم سيتركونك ويذهبون عند ربهم واحدا تلو الآخر.»

ومن أصدقائه «أحمد باشا عبد الغفار» وهو صديق والده، وكان وزيرا في وزارات ما قبل الثورة حين كان ثروت أباظة في المدارس الثانوية، ولكن أحمد باشا عبد الغفار عندما كان يدخل نادي السيارات في الإسكندرية في أوائل الخمسينيات كان يسأل بصوته الجهوري عن «الشلة»، وكانت «الشلة» مكونة من محمد علي علوبة باشا، عبد المجيد إبراهيم باشا، جعفر بك النفراوي، برهان بك نور، والشاب ثروت أباظة الذي لم يكن قد بلغ الخامسة والعشرين.

وكان صديقا على رغم صغر سنه لشعراء جماعة أدباء العروبة التي كونها والده دسوقي باشا أباظة وكان رئيسا لها، ومن هؤلاء الشعراء العوضي الوكيل - محمود غنيم - مصطفى حمام - طاهر أبو فاشا - أحمد مخيمر - أحمد عبد المجيد الغزالي.

وأشهد أن الكاتبة الكبيرة «إحسان كمال» والفنان الكبير «أحمد خميس» كانا مثالا للوفاء والإخلاص وسمو الخلق والحب الصادق، كما لا يمر عيد أو مناسبة دينية أو مناسبة عائلية إلا وكانا أول المهنئين، حتى استطعت أن أميز صوتهما وأعرفه من قبل أن يذكرا اسمهما، وفي المرض كانا أول السائلين، ولم ينقطع سؤالهما عنه إلى آخر يوم في حياته.

وقد ساند «ثروت» شباب الأدباء في أوائل حياتهم الأدبية وخصوصا الدكتور عبد العزيز شرف، والكاتب الصحفي فتحي سلامة، والكاتب المعروف عبد العال الحمامصي، والكاتب الصحفي فخري فايد، وتتبع أعمالهم ورعاهم إلى أن أصبحوا من كبار الكتاب، أما الكاتب الصحفي محمود فوزي فقد اقترب منه عندما ألف كتاب «ثروت أباظة الفلاح الأرستقراطي» وتقابل معه عدة مرات وعرف منه الكثير عن حياته الأدبية والعائلية، وبقي نفس الود والحب معهم جميعا إلى آخر يوم في حياته، ولا يمكنني إلا أن أكتب عنهم؛ فهم قد تغلغلوا في حياته، وأصبحوا جزءا منها، وللأسف ليس عندي تفاصيل عن مشوارهم الطويل معه، وقد حاولت أن أعرف منهم أكثر ولكن لم أتمكن من ذلك.

وبالنسبة للكاتب الكبير الأستاذ «يوسف جوهر» فقد كان يحمل له كل احترام وكل تقدير، وكان الأستاذ «يوسف جوهر» أمين صندوق اتحاد الكتاب، وظلت صلتهما قوية وودية إلى آخر يوم في حياة «يوسف جوهر»، وكان يداوم على الاتصال به في الأعياد المسيحية، وعندما احتاج إلى عملية دقيقة في عينيه طلب من ثروت أن يكلم رئيس الوزراء ليسافر على نفقة الدولة؛ وسافر فعلا، وكان يكلمه من أمريكا ليشكره وعاد وقد نجحت العملية.

الأستاذ «صبري السيد» كان سكرتيرا للكاتب الكبير «يوسف السباعي» ويوم اغتياله في قبرص كان ثروت في مبنى الأهرام فصدم صدمة مزلزلة، وتوجه إلى حجرة مكتب الفقيد وربت كتف الأستاذ صبري والدموع تنهمر من عينيه ثم عاد إلى مكتبه.

وبعد أيام قال للأستاذ صبري «لا أحد يعرف صلتك القوية بالفقيد مثلي فتعال واعمل معي.» وقد كان، وعمل معه، وكان كله وفاء وإخلاص، وكان موضع ثقة؛ حتى إن ثروت كتب له توكيلا باستلام كل مستحقاته من الناشرين ومن الإذاعة والتليفزيون والسينما.

وظلا على هذه الحال من الحب المتبادل والثقة المتبادلة إلى أن ترك ثروت مكتبه في الأهرام وعين وكيلا لمجلس الشعب، وظل الود قائما.

Página desconocida