180

إن كانت الأديان علتنا

يا ليتنا من عابدي الوثن (8) على ناعورة حماة

لا أدري التاريخ بالضبط ولا جلد لي فارجع إلى المراجع، أما الحكاية التي أقصها عليك فهي هذه: كنت في حماة، فطاب لي المقام فيها وإن كانت كالتنور صيفا، كان الإخوان يتأهبون للثورة، ولكن وجودي عندهم حال دون ذلك خوفا على حياتي، وشاء والد الدكتور محمد السراج أن يقيم لي حفلة، فكانت على كتف العاصي قبالة قبر أبي الفداء، وكان من المدعوين الدكاترة أبطال النهضة ثلاثتهم: صالح قنباز، توفيق شيشكلي، النائب فيما بعد، وخالد الخطيب.

وغنى المغني أبياتا لأبي فراس وقعها على العود، ولما انتهى إلى قوله:

ونحن أناس لا توسط عندنا

لنا الصدر دون العالمين أو القبر

قرص صالح قنباز خالد الخطيب في فخذه، ثم قال لي أحدهم: غدا مسافر الأستاذ من غير شر؟ فرددت كلمة «من غير شر» بلا وعي، ولما صرت في بعلبك اشتعلت حماة وحرقت السراي، ثم قتل الدكتور صالح رحمه الله.

لم أعلم شيئا من هذا إلا بعد سنوات، عرفته في الحفلة التكريمية التي أقامها لي الدكتور خالد الخطيب في عمان عام 1931، حكى الحكاية - رحمه الله - وقال: أخرنا الثورة حتى تحقق لنا وصوله إلى بعلبك.

أما أنا فكنت أعددت هذه القصيدة لتلك الحفلة وأنشدتها فيها غير دار أن النار بالعودين تذكى.

لا تئني يا بنت ذاك الزمان

Página desconocida