El tiempo en la filosofía y la ciencia
الزمان في الفلسفة والعلم
Géneros
عملية منطقية بحتة. وهذا ما يذكرنا بقول أبي العلاء المعري في رسالة الغفران أن ربط الزمان بحركة الأفلاك قول زور بلا أساس. وهذه نغمة سوف نراها تتردد كثيرا في الفلسفات الدينية، والصوفية، والمثالية.
وعلى الطرف المقابل لهؤلاء، وللمثاليين عموما، نجد التجريبيين الذين يرون الزمان شكلا موضوعيا للعالم. إنه - كما قال وليم جيمس - تصور كوناه من العلاقات الوقتية، التي هي معطى حسي في خبرتنا بالديمومة والحاضر المستمر دائما. وقياس الزمان من ثم عملية تجريبية بحتة تتم من خلال المعاينة الحسية للحركة؛ لأن الزمان نفسه لا يدرك إلا من خلال حركة الأشياء.
والواقع أنه لا المثاليون الخلص على صواب، ولا التجريبيون الخلص على صواب؛ «إذ لا توجد أية حقائق أو وقائع، لا تصورية ولا تجريبية، يمكنها أن تحدد بصورة مطلقة وفذة القياس الوحيد الصائب للزمن.»
4
فقياس الزمن مسألة اصطلاحية اتفاقية بحتة، قد تقوم على عناصر مثالية وتجريبية معا .
وبين المثالية والتجريبية يقف كانط، الذي لا ينكر موضوعية الزمان، لكنه ينكر واقعيته المطلقة. فالزمان كما طرحه كانط في نقد العقل الخالص ليس معطى حسيا مأخوذا من أية تجربة عينية، لكنه صورة قبلية شرطية ضرورية لأية تجربة. فالزمان لا يقوم على الظواهر، ولكن الظواهر هي التي تقوم على الزمان، ولا تدرك ولا تتحقق إلا من خلاله. والزمان الكانطي واحد وليس كثيرا، والأزمنة المختلفة أجزاء من هذا الزمان الواحد، وهو لا متناه لأن كل آن قبله آن وبعده آن.
وتأتي ثورة الفلسفة التحليلية في القرن العشرين، لترد إشكالية الزمان برمتها - كما تفعل بشأن كل إشكالية فلسفية - إلى شروط الاستعمال الصحيح لألفاظ لغوية؛ مثل: قبل وبعد، وماض وحاضر ... إلخ. ولكن إشكالية الزمان، كما تناولها الفلاسفة العلميون، وأهمهم كارل بوبر وهانز رايشنباخ، هي في الحقيقة أكبر وأعمق كثيرا من هذا، إنها مشكلة الملامح العامة للكون.
على أنه قد أثيرت مشكلة الملامح العامة للزمان نفسه، وشكل بنيته، أو ما يسمى بطوبولوجية الزمان، فإذا كان الزمان نسخا أو نظاما من مفردات وقتية، عن طريقها نفهم بعض الأشياء؛ مثل: اللحظة، والوهلة، والآن، والديمومة ... إلخ. فعلى أي نحو تنتظم هذه المفردات؟ أو ما الشكل العام لها؟ في الإجابة عن هذا وضعت ثلاث نظريات في طوبولوجية الزمان، توجزها الأشكال الثلاثة الآتية:
5
ويمكن أن نضيف إليها النقطة. وتصور الزمان نقطة مفردة مستقلة ومطلقة في حد ذاتها له دوره في التصوف، في حين أن الزمان المفتوح بلا بداية وبلا نهاية هو الزمان العلمي، أو - على وجه الدقة - الزمان الفيزيائي.
Página desconocida