بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ الرِّجَالَ عَلَى النِّسَاءِ قَوَّامِينَ، وَأَمَرَهُمْ بِوَعْظِهِنَّ وَالتَّأْدِيبِ وَتَعْلِيمِ الدِّينِ. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى حَبِيبِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ هُدَاةِ الْحَقِّ وَحُمَاةِ الشَّرْعِ المَتِينِ.
وَبَعْدُ: فَقَدِ اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى فَرْضِيَّةِ عِلْمِ الْحَالِ عَلَى كُلِّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ مِنْ نِسْوَةٍ وَرِجَالٍ. فَمَعْرِفَةُ الدِّمَاءِ المُخْتَصَّةِ بِالنِّسَاءِ وَاجِبَةٌ عَلَيْهِنَّ وَعَلَى الْأَزْوَاجِ وَالْأَوْلِيَاءِ. وَلَكِنَّ هَذَا كَانَ فِي زَمَانِنَا مَهْجُورًا، بَلْ صَارَ كَأَنْ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا. لا يُفَرِّقُونَ بَيْنَ الْحَيْضِ وَالنِّفَاسِ وَالْاسْتِحَاضَةِ، وَلا يُمَيِّزُونَ بَيْنَ الصَّحِيحَةِ - مِنَ الدِّمَاءِ وَالْأَطْهَارِ - وَالْفَاسِدَةِ. تَرَى أَمْثَلَهُمْ يَكْتَفِي بِالمُتُونِ المَشْهُورَةِ، وَأَكْثَرُ مَسَائِلِ الدِّمَاءِ فِيهَا مَفْقُودَةٌ.