212
أنعَتُ كلبًا أهلُهُ في كدِّه ... قد سعِدَتْ حدودهمْ بجدّه فكلُّ خير عندهم من عندهِ ... يظلّ مولاه له كعبده يبيت أدنى صاحب من مَهده ... وإن غدا جلَّله ببردِه تلذُّ منه العين حسن قدّه ... يا لك من كلبٍ نسيج وحدِه وقال أيضًا: لمَّا تبدَّى الصُّبحُ من حجابِهِ ... كطلعة الأشمط من جلبابه هِجْنا بكلبٍ طالَ ما هجنا به ... ينتسفُ المِقودَ من جذَّابه تراهُ في الحُضرِ إذا ماها به ... يكادُ أن يخرجَ من إهابه وقال أيضًا: قد أغتدي والصُّبحُ مشهورُ ... قد طلعتْ منهُ التَّباشيرُ بمخطفِ الأيطل في خطمه ... طوى وفي شدقيه تأخيرُ كأنَّه سهمٌ إلى غايةٍ ... أوْ كوكبٌ في الأرضِ محدودرُ رُحنا به تنفخ أعطافه ... وهو بما أولاه مشكورُ وقال أيضًا: قد أغتدي في فلقِ الصَّباحِ ... بمُصعمٍ يرجُرُ في سراحِ مؤيّد بالنَّصرِ والنَّجاحِ ... فهو كميشٌ ذرب السّلاحِ يفتِرُ عن مثل شَبَا الرِّماحِ ... يطيرُ في الجوِّ بلا جناحِ قال أيضًا: قد أغتدي والشَّمسُ في حجابها ... مستورةً لم تبدُ من جلبابها بفهدةٍ بورك في حلاَّبها ... شقيًا لها وللَّذي غَدَا بها كأنَّما النمرةُ في أقرابها ... رقم ديابح علَى أثوابها فخطفت الكشحين في اضطرابها ... كأنَّها القناةُ في انتصابها والحيَّة الرَّقطاء في انسكابها ... وسرعة العقاب في انسيابها فأبصرتُ من حيث يَممنا بها ... عُفْر الظِّباء وهي في أسرابها فأقبلت تمرحُ في جذابها ... حتَّى إذا ما أكثرت رمى بها فلو ترى الفهدة في التهابها ... في نأيها عنهنَّ واقترابها تكاد أن تخرج من إهابها ... فالويل منهنَّ لمن يصلى بها قال أيضًا: وقانصٍ محتفزٍ دميم ... كُدْريّ لونٍ أغبرٍ شيتمِ فلا عن الحيلة بالسؤوم ... أسرع من لحظةِ طرف بومِ فلا عن الحيلة بالسؤوم ... أسمع من ذي لبدة صميمِ إذا اجتلا عالية النميم ... كأنَّما يُلهب من جحيمِ الباب الحادي والثمانون ذكر ما جاء في الشعر من صفات الخمر

1 / 212