وبنت محمدٍ سكني وعِرسي ... مسوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ابنايَ منها ... فأيَّكم له سهمٌ كسهمي
سبقتكمُ إلى الإسلام طرًّا ... غلامًا ما بلغت أوان حلمي
وأوجب لي ولايته عليكم ... رسول الله يومَ غدير خُمِّ
وقال هارون الرشيد:
ما الفخر أنِّي إمام النَّاس كلّهم ... فخري بنفسي وآبائي من السَّلف
والعقلُ والفضل في مجدي وفي نطقي ... وما تكامل في خلقي من الشَّرف
وقال علي بن محمد العلوي:
إنِّي وقومي في أنساب قومهمُ ... كمسجد الخيف في بحبوحة الخيف
ما عُلِّق السَّيف منَّا بابن عاشرةٍ ... إلاَّ وهمّتُهُ أمضى من السَّيف
وله أيضًا:
لقد فاخرتنا من قريش عصابةٌ ... بمدِّ رؤوس بل بمدِّ الأصابعِ
فلمَّا تنازعنا القضاء قضى لنا ... عليهم بما تهوَى نداءُ الصَّوامعِ
وله أيضًا:
إذا ما علا الأعواد منَّا ابن حرَّةٍ ... فأسفر عن بدرٍ ولاحظ عن صفرِ
رأيت عدوَّ الدّين أخنعَ كاسفًا ... وذا الدِّين والإسلام منبلج الصَّدرِ
لنا سيّدًا هادي الأنام أُبوَّةً ... وساداتنا هم في المواقفِ والحشرِ
وما عالنت كفٌّ بإنكار فضلنا ... من النَّاس إلاَّ وهي مُذعنةُ السّرِّ
وإنَّا أُناسٌ ما تزالُ نفوسُنا ... مُحَبَّسةٌ بين المكارمِ والفخرِ
وله أيضًا:
وإن بكم يا آل أحمد أشرقتْ ... وجوهُ قريش لا يوجه من الفخرِ
أُناسٌ هُمُ عِدلُ القران ومأ ... لفُ البيان وأصحاب الحكومة في بدرِ
ومازهم الجبَّار منهم بخلَّةٍ ... يراها ذوو الأقدار ناهية القدرِ
أباحَ لكم إرساخ كلّ مُصدق ... ونزَّه عنه أوجُهَ النَّفَرِ الزُّهرِ
فأعطاهُمُ الخمسَ الَّذي فُضِّلوا به ... بآيةِ ذي القُربَى علَى العسر واليسرِ
وقالَ وأنذر أقربيك فخُلِّصتْ ... بنو هاشمٍ قرباه دون بني فهرِ
إذا قلتُمُ منَّا الرَّسول فقولهمْ ... أبونا رسولُ الله فخرٌ علَى فخرِ
وآخاهم مثلًا بمثلٍ فأصبحتْ ... أُخوَّتُهُ كالشَّمس ضُمَّتْ إلى البدرِ
فآخَى عليًّا دونكم وآصاره ... لكم علمًا بين الهداية والكفرِ
الباب الثالث والسبعون
ذكر
ما للشعراء من الافتخار بالسخاء
قال حاتم بن عبد الله الطائي:
أماويَّ قد طالَ التَّجنُّبُ والهجرُ ... وقد عذرتني في طلابكمُ العذرُ
أماويَّ إنَّ المالَ غادٍ ورائحٌ ... ويبقى من المالِ الأحاديثُ والذِّكرُ
أماويَّ إنِّي لا أقولُ لسائلٍ ... إذا جاءَ يومًا حلَّ في مالنا نذرُ
أماويَّ إمَّا مانعٌ فمبيّنٌ ... وإمَّا عطاءٌ لا ينهنههُ الزَّجرُ
أماويَّ إنْ يصبحْ صدايَ بقفرةٍ ... من الأرضِ لا مالٌ لديَّ ولا خمرُ
ترَي أنَّ ما أهلكتُ لم يكُ ضرَّني ... وأنَّ يدي ممَّا بخلتُ به صفرُ
وقدْ علمَ الأقوامُ لو أنَّ حاتمًا ... أرادَ ثراءَ المالِ كانَ لهُ وفرُ
وأنِّي لا آلو بمالي صنيعةً ... فأوَّله زادٌ وآخره ذُخرُ
يفكُّ بهِ العاني ويؤكلُ طيِّبًا ... وما إنْ تعرِّيهِ القداحُ ولا الخمرُ
ولا أظلمُ ابنَ العمِّ إنْ كانَ إخوتي ... شهودًا وقد أودى بإخوتهِ الدَّهرُ
عنينا زمانًا بالتَّصعلكِ والغنى ... وكلاّ سقاناهُ بكأسيهما الدَّهرُ
فما زادَنا بغيًا على ذي قرابةٍ ... غنانا ولا أزرى بأحسابنا الفقرُ
وقال آخر:
ذريني أكن للمالِ ربًّا ولا يكنْ ... لي المال ربي تحمدي غَيّه غدا
أريني جوادًا ماتَ هزلًا لعلَّني ... أَرَى ما ترين أو بخيلًا مخلَّدا
وقال آخر:
فلسنا نناجي غيرنا في أُمورنا ... ولا نتَّقي ما تُتَّقى في الَّذي يقْضي
غنينا بعزّ الله لا عزَّ غيرَهُ ... عن النَّاس لما احتاج بعض إلى بعضِ
وقال الحكم الأسدي:
وأُعسرُ أحيانًا فتشتدّ عُسرتي ... فأُدركُ ميسورَ الغِنى ومعي عِرضي
وأقضي علَى نفسي إذا الأمرُ نابني ... وفي النَّاس من يُقضى عليه ولا يقضي
وقال ابن حازم:
1 / 192