La Flor Fragante en la Mención de Quienes se Distancian de los Pecados y las Indignidades

Ibn Jazari d. 833 AH
81

La Flor Fragante en la Mención de Quienes se Distancian de los Pecados y las Indignidades

الزهر الفائح في ذكر من تنزه عن الذنوب و القبائح

Investigador

محمد عبد القادر عطا

Editorial

دار الكتب العلمية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٠٦ هـ - ١٩٨٦ م

Ubicación del editor

بيروت - لبنان

عيد، وقد رأى الناس بالثياب والعمائم، فقال: لثوب يبلى، وجسد يأكله الدود غدًا، هؤلاء أنفقوا دنياهم في بطونهم وعلى ظهورهم، ويأتون ربهم مغلسين. لا تؤخر التوبة وتذكر لقاء الله وكان شاب على عهد رسول الله ﷺ قليل الصلاة، فلما مات أتوا به إلى النبي ﷺ. فلم يصل عليه، فقالت الملائكة: يا ربنا رأيناه يصلي يوم عيد، فأمر الله تعالى جبريل ﵇: " أن اهبط إلى نبي محمد ﷺ، وقل له: هذا الشاب قد وقف ببابنا مرة واحدة فصل عليه فإنا قد غفرنا له. وأنشدوا في المعنى موالًا: يا نفس كم توعديني بالصلاة والصوم ... تماطليني فيقضى العمر يوم بيوم أنت رضيت لنفسك بالكسل والنوم ... إن جئتنا وطردناك ما علينا لوم وكان في بني إسرائيل رجل عبد الله مائتي عام ويريد أن يرى إبليس، فلما كان ذات يوم وإذا بإبليس لعنه الله قد تصور بين يديه، فقال له: ماذا تريد مني؟ فقال له: أريد منك أن تعلمني كم بقي من عمري؟ فقال: بقي من عمرك مائتا سنة، فقال العابد في نفسه: أشتغل باللهو والفسق مائة وخمسين سنة وأتوب في الخمسين الباقية، فخرج العابد تلك الليلة على نية المعصية، فأدركه الموت فمات وكان يقدم المعصية على التوبة. وكذلك الشقي يؤخر التوبة ويقدم المعصية، ومن كان في النقصان فالموت خير له، وقد جرى القلم بما به الإله حكم، وقضى بيننا فما ظلم يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. وقيل في المعنى شعر: قضى الله أمرًا وأجرى القلم ... وفيما قضى بيننا فما ظلم

1 / 89