هذا الطرح الجديد الذي قدمه البطروجي عن المد والجزر كان غير مألوف بالنسبة لعلم الفلك الأرسطي، وقد انتقل لأوربا عبر الترجمة التي قام بها ميشيل سكوت (توفي 1232م)
M. Scotus
عام 1217م.
88
وقد تأثر به كثيرا روبرت غروستيست وحاول أن يرد على طرح البطروجي لكنه لم يوفق في ذلك.
89 (5-2) ابن ميمون
تنبه أبو عمران موسى بن ميمون القرطبي (توفي 603ه/1204م) إلى أن القدماء لاحظوا ارتباط قوة المد والجزر بالقمر فقال: «ذكرت الفلاسفة أن للقمر قوة زائدة وخصوصية باسطقس [مادة] الماء، [و]دليل ذلك زيادة البحور والأنهار بزيادة القمر. والجزر مع إدباره أعني صعوده وانحطاطه في أرباع الفلك على ما هو بين واضح عند ترصد ذلك.»
90 (5-3) ياقوت الحموي
رفض ياقوت الحموي (توفي 626ه/1229م) ما طرحه أصحاب القصص الخرافية والعجائبية من العرب والمسلمين حول ظاهرة المد والجزر، كما نبه إلى أنه ليس مؤمنا بصدقها.
قال ياقوت الحموي: «وفي أخبار قصاص المسلمين أشياء عجيبة تضيق بها صدور العقلاء، أنا أحكي بعضها غير معتقد لصحتها: رووا أن الله تعالى خلق الأرض تكفأ كما تكفأ السفينة، فبعث الله ملكا حتى دخل تحت الأرض، فوضع الصخرة على عاتقه، ثم أخرج يديه: إحداهما بالمشرق، والأخرى بالمغرب، ثم قبض على الأرضين السبع فضبطها، فاستقرت، ولم يكن لقدمه قرار، فأهبط الله ثورا من الجنة له أربعون ألف قرن وأربعون ألف قائمة، فجعل قرار قدمي الملك على سنامه، فلم تصل قدماه إليه، فبعث الله ياقوتة خضراء من الجنة، مسيرها كذا ألف عام، فوضعها على سنام الثور، فاستقرت عليها قدماه، وقرون الثور خارجة من أقطار الأرض، مشبكة تحت العرش، ومنخر الثور في ثقبين من تلك الصخرة تحت البحر، فهو يتنفس كل يوم نفسين، فإذا تنفس مد البحر وإذا رده جزر.»
Página desconocida