ذكر عبيد الله بن أحمد بن خرداذبة (توفي نحو 280ه/نحو 893م) أنه «لكل مرقى من مراقي الصين نهر عظيم تدخله السفن ويكون فيه المد والجزر.»
14 (3) المبحث الثالث: علماء القرن (4ه/10م) (3-1) سهراب بن سرابيون
قال سهراب بن سرابيون: «إن البصرة على فيض لها، وهذه الأنهار [الروافد التسعة] تصب إليه والمد والجزر يلحق إلى أواخرها ويجزر منها.»
15
وقد تحدث إبراهيم بن محمد الفارسي الإصطخري (توفي 346ه/957م) عن الأنهار التي تمر بالبصرة: «وهذه الأنهار مخترقة بعضها إلى بعض؛ ولذلك عامة أنهار البصرة، حتى إذا جاءهم المد تراجع الماء في كل نهار حتى يدخل نخيلهم وحيطانهم وجميع أنهارهم من غير تكلف. فإذا جزر المد انحطت حتى تخلوا منها البساتين وتبقى في الأنهار.»
16
كما ذكر أبو المظفر سبط ابن الجوزي (توفي 654ه/1265م) أن ملكشاه أقام في البصرة خصيصا لمشاهدة المد والجرز فيها، حيث قال: «وفي ربيع الأول توفي رئيس العراقيين أبو أحمد بن عبد الواحد بن الخضر النهاوندي على باب ملكشاه بأصبهان. وفيه سار ملكشاه إلى خوزستان، ودخل البصرة، فأقام يوما واحدا لمشاهدة المد والجزر.»
17
وأما عن سبب الملوحة التي في البصرة فيقول زكريا بن محمد القزويني (توفي 682ه/1283م): «وهي مدينة على قرب البحر كثيرة النخيل والأشجار. سبخة التربة، ملحة الماء لأن المد يأتي من البحر، يمشي إلى ما فوق البصرة بثلاثة أيام. وماء دجلة والفرات إذا انتهى إلى البصرة خالطه ماء البحر فيصير ملحا.»
18
Página desconocida