للانفعال بها.
وأرض كرية، فنهايات المواضع المتباعدة فيها جدا، حتى تعرض فيها نهايات الأفعال ومباديها، أربعة مواضع، وهي: سمت الرأس من فوق الأرض، وهو الذي يسميه القدماء من المنجمين وتد السماء، ومقابل ذلك من تحت الأرض، وهو الذي يسميه القدماء من المنجمين وتد الأرض، وأفق المشرق والمغرب، وهو الذي يسميه القدماء من المنجمين وتد [المشرق ووتد] المغرب.
وأما الأفعال التي تكون في الانقلابات والاعتدالات فهي المنسوبة للشمس والشهرية للقمر.
ولكل كوكب من [الكواكب] سنته؛ إذ لكل كوكب سنة من دوره وشهر من مقارنته الشمس.
فأما الانفعالات التي تكون في دائرة معدل النهار والدائرة الموازية لها في الأوتاد الأربعة [ف] هي على الانفعالات اليومية؛ لأن الدور في الدور في الدوائر المتوازيات يتم في يوم وليلة.
فإذا كان لا تضاد لكل دائرة من الدوائر المتوازية، [لا] بالطبع ولا بالعرض، فليس يختلف الفعل فيها من جهة ما حل فيها من الأشخاص العالية.
فإذن أيضا يختلف الفعل فيها من جهة الموضوع لقبول الانفعال منها، أعني الأرض وما عليها من الكائنات الفاسدة؛ وإنما يختلف الموضوع للانفعال بوضعه من الفاعل؛ إذ هو أيضا بالطبع أحد، وإنما يختلف بعرض، أعني أن كل موضع من الأرض هو بالطبع واحد، إلا أنه يعرض له أن يكون مشرقا لموضع ومغربا لآخر، ومسامتا وسط السماء لآخر، ومسامتا وتد الأرض لآخر.
فإذن للمنفعل أن يقبل من الفاعل فيه، إذا كان في مشرقه ضد ما يقبل في وسط سمائه، وإذا كان في مغربه ضد ما يقبل منه، إذا كان في وسط سمائه، وإذا كان في وتد أرضه ضد ما يقبل منه، إذا كان في مغربه، وإذا عاد إلى مشرقه ضد ما يقبل، إذا كان في وتد أرضه، وإذا كان في مشرقه أو مغربه، قبل منه ضد ما يقبل منه، إذا كان في وسط سمائه أو وتد أرضه.
فإذا كان في مشرقه أو مغربه قبل منه قبولا واحدا؛ فلذلك ما تعرض الأحداث في كل موضع من الأرض، في جوه ومائه وأرضه، إذا حلت الأشخاص العالية الفاعلة في أحد الأوتاد الأربعة، مضادة ما كانت عليه قبل ذلك، في الأكثر أعني ما لم يكن بعض الأشخاص العالية المشتركة في الفعل مناقضا لبعض.
فأما إذا كان الواحد منها منفردا وأقواها فعلا، فإنه يفعل، متى صار في أحد الأوتاد، ضد ما فعل في الوتد الذي قبله. وإن كان أقوى الفاعلة فيه وكان غيره مناقضا له، رئي فعله أنقص بقدر قوة مناقضه.
Página desconocida