Keller
بأن فكرة فيرانزيو في وضع طاحونة على مضيق ساحلي ضيق بشكل مفترض اقترحته طواحين المد والجزر الأخرى. ويقترح فيرانزيو أن المستودع المتشكل والذي يملؤه المد ويفرغه الجزر، يدير دواليب الطاحونة كلما قام بذلك. ويتابع فيرانزيو قائلا: «من الممكن تطبيق هذا بشكل مناسب على المحيط [يعني الأطلسي، كما يقترح كيلير]، حيث يكون المد والجزر أكبر ما هو في البحار الداخلية.» وقد تقدم بهذا المقترح كفكرة متأخرة في مشروعه لتكون «في صدع جرف ما، حيث تكون قوى الماء بحد ذاتها عنيفة جدا (في مياه البحر المقابل). والطاحونة بحد ذاتها سيكون لديها عجلة مائية ذات ريش مفصلية.»
16
شكل 5-5: تميز تصميم فاوستو فيرانزيو بقدرته على الاستفادة القصوى من طاقة المد والجزر. (مصدر الصورة:
Veranzio, Fausto, Machinae novae Favsti Verantii siceni, Venice, p. 132 .)
نشير هنا إلى أنه في حالتي تصاميم تاكولا وفيرانزيو لا نعرف فيما إذا كانت قد نفذت أم أنها كانت مجرد اقتراحات وحبر على ورق، على غرار الكثير من التصاميم التي كان يضعها ليوناردو دافنشي (توفي 1519م)
L. da Vinci . خصوصا وأنه لم يوثق انتشارا لمطاحن المد والجزر في إيطاليا كون حركة المد والجزر ضعيفة فيه.
أخيرا، فإن السؤال المشروع الذي يحق لنا طرحه الآن - في ضوء ما وصلنا من وثائق حتى الآن: إذا كانت طواحين المد والجزر في البصرة هي الأولى من نوعها، فكيف انتقلت إلى أوربا؟ هل تم ذلك عن طريق السفراء أم الرحالة والتجار، أم عن طريق الأندلس، كما هو الحال في طواحين الهواء؟ قد تكون الإجابة صعبة حاليا، ولكن ربما تكشف لنا الوثائق عما نجهله حاليا. (2) المبحث الثاني: الوقاية من أثر المد والجزر
على الجانب الآخر، فإن الناس الذين لم يفكروا في الاستفادة من طاقة المد والجزر ركزوا جهودهم على حماية أنفسهم من أضرارها. وقد تراوحت هذه الطرائق بين الخرافية وتلك التي تعتمد على وضع الحواجز والموانع.
أولا: الهنود
Página desconocida