reuma »، وعندما يتراجع هذا التيار الشديد نفسه فإنه يعري الشواطئ، وفي آن واحد يمزج التدفقات في حالتها وكميتها الأصلية من النقاء. إنه كما لو أن القمر تنفس قليلا فراح يسحب المياه بشكل غير متعمد، ومن ثم يعود إلى مستواه العادي عندما يتوقف نفس هذا التأثير.» يتبع تفسير بيدا حول سلوك المد والجزر عبر الزمن نمط العبارات اليونانية والرومانية، لكن دون أخطاء واقعية وبشكل سردي أكثر. على سبيل المثال: يشير بأنه خلال اثني عشر شهرا قمريا من 354 يوما يرتفع المد وينحسر 684 مرة. إلا أن مساهمة بيدا الأكثر أصالة الجديرة بالملاحظة، هي التفسيرات المحلية عن حالتي المد والجزر حول بريطانية، حيث إن المد العالي لا يحدث في آن واحد في جميع السواحل: «لأننا نحن نستوطن مختلف سواحل البحر البريطاني نعرف أي مد يبدأ بالانتفاخ، وأي جزر يتراجع في آن واحد.» ويضيف «لكن بخصوص المد نفسه على الشريط الساحلي، فإن الذين يقطنون إلى الشمال منا سيرون كل مد وجزر بحري يبدأ كلاهما وينتهيان أبكر بكثير مما أرى أنا، بينما في الحقيقة أولئك الذين في الجنوب سيرونه متأخرا كثيرا.» هذا الاعتراف عن الخاصية ذات الشبه بالموجة التقدمية للمد والجزر، تكون واضحة أكثر في شواطئ البحار حول بريطانية مما هي عليه حول الساحل المحيطي لشبه الجزيرة الإيبرية
Iberain (إسبانيا والبرتغال)، وهو بذلك يبطل افتراض بعض المؤلفين اليونانيين واللاتين بأن المياه تنتفخ في آن واحد في جميع البحار. كما طرح أيضا مسألة: متى يحدث «المد العالي» في مكان معين لدى مرور القمر؟
5 (2) المبحث الثاني: علماء القرن 13م (2-1) جيرالد الويلزي
تأثر جيرالد الويلزي (توفي حوالي 1223م)
Gerald of Wales
بكتابات غروستيست عن المد والجزر وجمع بعض البيانات المهمة عن ظاهرة المد والجزر التي تحدث قبالة شواطئ إنكلترا وإيرلندا، ومع أنه لاحظ علاقتهما بحركة القمر، إلا أنه لجأ إلى نظرية الدوامة المائية
Maelstrom (أو الدردور كما تسمى في الجغرافيا العربية)، ليفسرها.
6
بمعنى أنه لم يربطها بجاذبية القمر.
خريطة [رسمها أولوس ماغنوس (توفي 1557م)
Página desconocida