128

El Zahir en los significados de las palabras de la gente

الزاهر في معاني كلمات الناس

Investigador

د. حاتم صالح الضامن

Editorial

مؤسسة الرسالة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤١٢ هـ -١٩٩٢

Ubicación del editor

بيروت

ويروى عن الأصمعي أنه قال: المسكين أحسن حالًا من الفقير. وبذلك كان أبو جعفر أحمد بن عُبَيد يقول. وهو القول الصحيح عندنا؛ لأن الله تعالى (٥٠ / ب) قال: ﴿أمّا السفينةُ فكانت لمساكين يعملون / في البحر فأَرَدْتُ أنْ أَعِيبَها﴾ (٢٠٤)، فأخبر أن للمساكين (٢٠٥) سفينة من سفن البحر، وهي تساوي جملة من المال. وقال تعالى: ﴿للفقراءِ الذين أُحْصِروا في سبيلِ اللهِ لا يستطيعونَ ضَرْبًا في الأرض يحسبُهُمُ الجاهلُ أغنياءَ من التعفُّفِ تعرِفُهُم بسيماهُم لا يسألونَ الناسَ إلحافًا﴾ (٢٠٦) فهذه الحال التي أخبر بها ﵎ عن الفقراء هي دون الحال التي أخبر بها عن المساكين. والذي احتج به يونس من أنه قال لأعرابي: أَفقيرٌ أنت؟ فقال: لا واللهِ، (٢٢٦) بل مسكينٌ، يجوز أن يكون أراد: لا والله، بل أنا أحسن حالًا من الفقير. والبيت الذي احتج به ليست له فيه حجة (٢٠٧)، لأن المعنى: كانت لهذا الفقير حلوبة فيما مضى، وليست له في هذا الحال حلوبة. والفقير معناه في كلام العرب: المفقور الذي نُزِعَتِ فِقَره من ظهره، فانقطع صُلْبُهُ من شِدَّة الفَقْر. فلا حال هي أوكد من هذه. قال الشاعر (٢٠٨): (لما رأى لُبَدُ النسورَ تطايَرَتْ ... رَفَعَ القوادِم كالفقيرِ الأَعْزَلِ) أي: لم يطق الطيران، فصار بمنزلة من انقطع صُلْبه. والدليل على هذا قول الله ﷿: ﴿أو مسكينًا ذا مَتْربةٍ﴾ (٢٠٩) معناه: أو مسكينًا لصق بالتراب من شدة الفقر. فلما نعته ﷿ بهذا النعت، علمنا أنه ليس كل مسكين على هذه الصفة. ألا ترى أنك إذا قلت: اشتريت ثوبًا ذا

(٢٠٤) الكهف ٧٩. و(فأردت أن أعيبها) . ساقط من ك، ق، ف. (٢٠٥) ك: للمسكين. (٢٠٦) البقرة ١٧٣. (٢٠٧) ك: له بحجة. (٢٠٨) لبيد، ديوانه ٢٧٤. (٢٠٩) البلد ١٦.

1 / 128