Provisión para el viajero en el conocimiento de la interpretación
زاد المسير
Editor
عبد الرزاق المهدي
Editorial
دار الكتاب العربي
Edición
الأولى
Año de publicación
١٤٢٢ هـ
Ubicación del editor
بيروت
أحدهما: أنه الأمر، قاله ابن عباس. والثاني: الإذن نفسه، قاله مقاتل.
وقال الزجاج: ومعنى الآية: وما كانت نفس لتموت إلا بإذن الله.
قوله تعالى: كِتابًا مُؤَجَّلًا توكيد، والمعنى: كتب الله ذلك كتابًا ذا أجل. والأجل: الوقت المعلوم، ومثله في التوكيد كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ «١»، لأنه لمّا قال: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ «٢» دلّ على أنه مرفوض، فأكّد بقوله: كِتابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ، وكذلك قوله تعالى: صُنْعَ اللَّهِ «٣» لأنه لما قال:
وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً «٤» دلّ على أنه خلق الله فأكد بقوله: صُنْعَ اللَّهِ.
قوله تعالى: وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها أي: من قصد بعمله الدنيا، أُعطي منها، قليلًا كان أو كثيرًا، ومن قصد الآخرة بعمله، أُعطي منها. وقال مقاتل: عنى بالآية: من ثبت يوم أحد، ومن طلب الغنيمة.
فصل: وأكثر العلماء على أن هذا الكلام محكم، وذهبت طائفة إلى نسخه بقوله تعالى: عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ والصحيح أنه محكم، لأنه لا يؤتى أحد شيئًا إلا بقدرة الله ومشيئته.
ومعنى قوله تعالى: نُؤْتِهِ مِنْها أي ما نشاء، وما قدرنا له، ولم يقل: ما يشاء هو.
[سورة آل عمران (٣): آية ١٤٦]
وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أَصابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (١٤٦)
قوله تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قرأ الجمهور وَكَأَيِّنْ في وزن «كعيِّن» . وقرأ ابن كثير «وكائن» في وزن «كاعن» . قال الفراء: أهل الحجاز يقولون: «كأيِّن» مثل: «كعِّين» ينصبون الهمزة، ويشددون الياء.
وتميم يقولون: «وكائن» كأنه فاعل من كئت. وأنشدني الكسائي:
وكائِن ترى يسعى من الناس جاهدًا ... على ابنٍ غدا منه شجاعٌ وعقربُ
وقال آخر:
وكائِن أصابت مؤمنًا من مُصيبةٍ ... على الله عُقباها ومنه ثوابُها
وقال ابن قتيبة: كائن بمعنى «كم» مثل قوله تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها «٥» وفيها لغتان. «كأين» بالهمزة وتشديد الياء، و«كائن» على وزن «قائل»، وقد قرئ بهما جميعًا في القرآن، والأكثر والأفصح تخفيفها. قال الشاعر «٦»:
وكائن أرينا الموتَ من ذي تحيَّةٍ ... إذا ما ازدرانا أو أصرَّ لمأثمِ
وقال الآخر»
:
وكائِن ترى من صامتٍ لكَ معجب ... زيادته أو نقصه في التّكلّم
(١) سورة النساء: ٢٤.
(٢) سورة النساء: ٢٤.
(٣) سورة النمل: ٨٨.
(٤) سورة النمل: ٨٨.
(٥) سورة الطلاق: ٨.
(٦) أنشده ابن فارس ولم ينسبه لقائل كما في «الصاحبي» ص ١٣٢.
(٧) هو زهير بن أبي سلمى من «معلقته» في «شرح الزوزني» ص ٨٩.
1 / 331