Provisión para el viajero en el conocimiento de la interpretación

Ibn al-Yawzi d. 597 AH
168

Provisión para el viajero en el conocimiento de la interpretación

زاد المسير

Investigador

عبد الرزاق المهدي

Editorial

دار الكتاب العربي

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٢ هـ

Ubicación del editor

بيروت

أحدهما: أنه يوم القيامة أيضا، وهو قول الجمهور. والثاني: أنه عند الموت، قاله قتادة. وقرأ الحسن بخفض «الملائكة» . ووَ قُضِيَ الْأَمْرُ: فرغ منه. ووَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ، أي: تصير. قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم، «تُرجع» بضم التاء. وقرأ ابن عامر، وحمزة، والكَسائي بفتحها. فان قيل: فكأن الأمور كانت إلى غيره؟ فعنه أربعة أجوبة: أحدها: أن المراد به إعلام الخلق أنه المجازي على الأعمال بالثواب والعقاب، قاله الزجاج. والثاني: أنه لما عَبَد قومٌ غيره، ونسبوا أفعاله إلى سواه، ثم انكشف الغطاء يوم القيامة ردوا إليه ما أضافوا إلى غيره. والثالث: أن العرب تقول: قد رجع عليَّ من فلان مكروه: إذا صار إليه منه مكروه، وإن لم يكن سبق. قال الشاعر: فانْ تكنِ الأيَّامُ أحَسنَّ مرَةً ... إليّ فقد عادت لهنّ ذنوب ذكرهما ابن الأنباري. ومما يشبه هذا قول لبيد: وما المرء إِلا كالشهاب وضوئه ... يحور رمادا بعد إِذ هو ساطع أراد: يصير رمادا لا أنّه كان رمادا، ومثله قول أمية بن أبي الصلت: تلك المكارم لا قعبان من لبنٍ ... شيبا بماء فعادا بعد أبوالا «١» أي: صارا. والرابع: أنه لما كانت الأمور إليه قبل الخلق، ثم أوجدهم فملكهم بعضها رجعت إليه بعد هلاكهم. فإن قيل: قد جرى ذكر اسمه تعالى في قوله: أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ، فما الحكمة في أنه لم يقل: وإليه ترجع الأمور؟ فالجواب: أن إعادة اسمه أفخم وأعظم، والعرب إذا جرى ذكر شيء يفخم أعادوا لفظه، وأنشدوا: لا أرى الموت يسبق الموت شيء ... نغص الموت ذا الغنى والفقيرا فأعادوا ذكر الموت لفخامته في صدورهم، ذكره الزجّاج. [سورة البقرة (٢): آية ٢١١] سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ (٢١١) قوله تعالى: سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ الخطاب للنبي ﷺ، والمعنى: له وللمؤمنين. قال الفراء: أهل الحجاز يقولون: «سل» بغير همز، وبعض تميم يقولون: «اسأل» بالهمز، وبعضهم يقول: «إِسَلْ» «٢» بالألف وطرح الهمز، والأولى أغربهنَّ، وبها جاء الكتاب. وفي المراد بالسؤال قولان: أحدهما: أنه

(١) في اللسان: القعب: القدح الضخم. (٢) قال القرطبي ﵀ ٣/ ٢٩ و٣٠: قوله تعالى: سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ كَمْ آتَيْناهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ «سل» من السؤال بتخفيف الهمز، فلما تحركت السين لم يحتج إلى ألف الوصل. وقيل: إن للعرب في سقوط ألف الوصل في «سل» وثبوتها في «واسأل» وجهين: أحدهما- حذفها في إحداهما وثبوتها في الأخرى، وجاء القرآن بهما. فاتبع خط المصحف في إثباته للهمزة وإسقاطها. والوجه الثاني- أنه يختلف إثباتها وإسقاطها باختلاف الكلام المستعمل فيه فتحذف الهمزة في الكلام المبتدأ، مثل قوله: سَلْ بَنِي إِسْرائِيلَ وقوله: سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ [ن: ٤٠] وتثبت في العطف، مثل قوله: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ [يوسف: ٨٢] وَسْئَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ [النساء: ٣٢] قاله علي بن عيسى. وقرأ أبو عمرو في رواية ابن عباس عنه «اسأل» على الأصل. وقرأ قوم «اسل» على نقل الحركة إلى السين وإبقاء ألف الوصل، على لغة من قال: الأحمر.

1 / 175