Utopía: Una Introducción Muy Corta
اليوتوبية: مقدمة قصيرة جدا
Géneros
في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، نشرت أعمال يوتوبية لكاتبين هنديين، وهما الكاتب الهندوسي هارا براساد شاستري (1853-1931)، والكاتبة المسلمة رقية شوكت حسين (1880-1932). على الأرجح، نشر عمل شاستري «انتصار فالميكي» في نهاية سبعينيات القرن التاسع عشر أو بداية ثمانينيات القرن نفسه، ونشر بالإنجليزية في عام 1909، ويصور الجنة الهندوسية على الأرض بوصفها يوتوبيا حديثة. وكتبت رقية عملها «حلم السلطانة» (1905) ونشرته باللغة الإنجليزية. أما عملها «الياقوت» (1924)، فكتبته ونشرته باللغة البنغالية. وكلا العملين يوتوبيا نسوية. ويصف «حلم السلطانة» أرض النساء، وهي بلد تقطنه النساء، وأما «الياقوت»، الذي يركز على نحو أساسي على الأوضاع الفظيعة للمرأة الهندية في ذاك الوقت، فيصف مجتمعا من النساء يقدم مدرسة للبنات، ومأوى للنساء اللاتي تمت إساءة معاملتهن، ومشفى للمرضى من النساء. وأسست رقية مدرسة للبنات عام 1910 لا تزال قائمة حتى يومنا هذا.
كان موهانداس كيه غاندي (1869-1948) يوتوبيا، واستخدم مفهوم «راماراجا» الهندوسي، أو حكم راما، أو العصر الذهبي باعتباره وسيلة لإيصال أفكاره. حدد غاندي ما كان يؤمن أنه هيكل الحضارة الهندية القديمة ليكون أساس اليوتوبيا التي أمل في تحقيقها في الهند الحديثة.
فاضل غاندي على نحو مباشر بين رؤيته للماضي/المستقبل وبين الديستوبيا، الرأسمالية والاشتراكية، التي شاهدها في الغرب المادي التنافسي؛ لأنه، بالنسبة لغاندي، يجب أن يتم تأسيس اليوتوبيا على الروحانية. كان المزمع أن تقوم يوتوبيا غاندي على مجتمعات صغيرة سيؤدي فيها كل من المجموعات أو الطبقات الرئيسية بالمجتمع الهندي دورها المحدد بالتعاون مع جميع المجموعات الأخرى. وسيحكم هذا المجتمع الصغير كبار القرى، البنتشايت، ويمثلون المجتمع بأسره. وتمثلت أكثر مراجعات غاندي الجذرية لهذا الهيكل التعاوني في أنه سيضم الداليت، أو طبقة المنبوذين، ولن يستثنيها، وسيحظى هؤلاء بمقاعد في البرلمان بحسب الدستور، وستكون الحياة بسيطة، وسيتعاون الكل في إنتاج ما يحتاجونه. واشتهر عن غاندي نفسه أنه كان ينسج القماش.
أول المبادئ التي قامت عليها يوتوبيا غاندي هو «سواراج»، أو ضبط النفس/الانضباط الفردي، وتحققه الأمة بالقدر الذي يحققه مواطنوها. والمبدأ الثاني هو «أهيمسا»، أو احترام الحياة، والثالث «ساتيا جراها»، أو قوة الحقيقة، والتي كان يعني بها غاندي الممارسة الإيجابية للاعنف. ورابعها اشتراكية دون اختلافات طبقية. وفي ذلك كان غاندي سباقا على المنظرين الاشتراكيين مثل ليوبولد سيدار سنجور (1906-2001) من السنغال، وجوليوس كيه نيريري (1922-1999) من تنزانيا، وأو نو (1907-1995) من بورما. وقد كان فينوبا بهافي (1895-1982)، تابع غاندي، صاحب النسخة الهندية منها.
واليوم، توجد بالهند حركة يوتوبية قريبة من مراكز السلطة السياسية. وترغب حركة هندوتفا في القضاء على التعددية الدينية بالهند، وإقامة الهند - أو بحسب تعبير الحركة: إعادة إقامتها - لتكون أمة هندوسية بالكامل. والمستهدفون من تلك الحركة هم المسلمون والمسيحيون، وقد استخدمت السلطة القانونية والسياسية إضافة إلى العنف ضد هذين الهدفين. (3) اليابان
ثمة خلاف حقيقي حول وجود يوتوبية يابانية أصلية. والأساطير اليابانية إما تضم يوتوبيات وإما لا. وإن كانت تضمها، كانت اليوتوبيا إما مستعارة من الصين وإما لا. والجدل مستمر حتى يومنا هذا حول إن كانت اليوتوبيات اليابانية مقلدة على نحو كبير أو أصلية مبتكرة.
والإجابة على هذه الإشكالية، كما هو الحال في كثير من الأحيان، موجودة بين طرفي النقيض. ثمة تقليد يوتوبي ياباني قوي، بعضه تأثر تأثرا عميقا بالصين وفيما بعد بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن قدرا كبيرا منه قد دخلت عليه تعديلات جذرية كي يتناسب والوضع الياباني. على سبيل المثال، لم تكن أول ترجمة يابانية ل «يوتوبيا» توماس مور تحت اسم «عن الحكم الرشيد » (1892) - في الواقع - ترجمة، بل مواءمة لتناسب اليابان، الهدف منها حث اليابانيين على إحداث تغيير اجتماعي.
وكلمة يوتوبيا في اليابانية هي ريسو-كيو، المشتقة من كلمة طوكويو؛ أي عالم موجود للأبد. واستخدمت كلمة طوكويو قديما في القرن الثامن لوصف العالم الطاوي المكون من خالدين، والذي يعد في التقليدين الصيني والياباني كيوتوبيا. وتشير «طوكويو نو كوني» (البلد الخالد) إلى الجزء الخامس من كون الشنتو الذي يقع بين البحار، وهو مكان يوتوبي. وثمة تقليد ياباني يقوم على التطلع إلى الماضي بحثا عن يوتوبيا على أمل خلقها مجددا في المستقبل.
تأثرت اليابان تأثرا عميقا بالبوذية وكذلك الطاوية، لكن دخلت تعديلات على كلتيهما باليابان؛ فقد أدمجت مظاهر معينة من الطاوية في عقيدة الشنتو، واستحدثت اليابان نسختها من البوذية؛ بوذية الزن، التي كان لها تأثير كبير على الغرب في وقت لاحق؛ حيث تعتبر أكثر أشكال البوذية تطورا. وغالبا ما يجري تمثيل روح الزن في الغرب بالتقشف والبساطة اللذين تتمتع بهما حديقة حجرية. وتقول سوزان جيه نابير، الباحثة في الأدب الياباني بجامعة تافتس إنه توجد يوتوبيا جمالية يابانية تقليدية، وهي التي يمكن العثور عليها في ذاك العمل الكلاسيكي من الأدب الياباني «قصة جنجي» (القرن الحادي عشر). بينما ذهب آخرون إلى أن فن اليوكيو الياباني يمكن اعتباره يوتوبيا جمالية تصور المتع العابرة والجمال الزائل.
شكل 4-2: تختلف حدائق الزن عن أغلب الحدائق في أنها تتكون على نحو أساسي من الحجارة والرمال، وهي تعكس شكلا فنيا يابانيا. وتساعد العناية بالحديقة وعملية تقليب تربتها وتسويتها الرهبان على التركيز والتأمل.
Página desconocida