Utopía: Una Introducción Muy Corta
اليوتوبية: مقدمة قصيرة جدا
Géneros
إن اليوتوبية الصينية هي الأشهر من بين التقاليد اليوتوبية التي ظهرت خارج الغرب، ولها جذور في الكونفوشيوسية والطاوية والبوذية، والكونفوشيوسية الجديدة، ومجموعات منشقة شتى، وذلك في شكل أكثر قبولا. ذاع صيت الأدب اليوتوبي الصيني في القرنين التاسع عشر والعشرين رغم ظهوره قبل ذلك، في حين ازدهر الأدب الديستوبي الصيني في القرن العشرين. وكان هناك عنصر يوتوبي قوي في شيوعية ماو تسي تونج، رغم أن نتيجة سياسات ماو كانت ديستوبية بالنسبة لكثيرين.
واختلفت اليوتوبية الكونفوشيوسية والطاوية والبوذية المبكرة في أن اليوتوبيا الطاوية، التي غالبا ما يطلق عليها «السلام العظيم»، كانت معارضة في البداية للحكومة بأشكالها كافة، ويمكن أن نصفها بأنها لا سلطوية، واليوم، كثيرا ما توصف الطاوية بأنها لا سلطوية. التقاليد الثلاثة جميعها تستلهم فترة ما في الماضي عندما لم تكن وظيفة الحاكم ضرورية وعاش الناس ببساطة في تناغم مع الطبيعة. وتغيرت هذه اليوتوبيا تدريجيا لتركز على الحاجة إلى رجال حكماء لتقديم النصح والتوجيه. والكونفوشيوسيون خاصة دائما ما ينظرون لتلك الفترة من الماضي بوصفها مثلا أعلى ينبغي خلقه مجددا في الحاضر. ومن أهم عناصر اليوتوبيا الكونفوشيوسية وجود تركيز على التطوير الذاتي، وهذا التركيز والاهتمام بالرجال الحكماء كانا أساسين للدور الذي لعبه التعليم في المجتمع الصيني باعتباره وسيلة أساسية للارتقاء المجتمعي (رغم أن الاهتمام بالحكمة حل محله القدرة على اجتياز الاختبارات).
ثمة طرح يوتوبي مبكر آخر تمثل في نظام زراعي طرح فكرة التقسيم المتساوي للأرض، وقد قدم على أنه كان موجودا في الماضي، وأنه يمكن تطبيقه مجددا. والفكرة تكمن في أنه إذا كان كل شخص يمتلك قطعة أرض، فهو قادر على إعالة نفسه. ربما لم يوجد هذا النظام في الماضي، إلا أنه طرح على نحو جدي باعتباره أسلوبا يمكن تطبيقه فيما بين نهاية فترة ما قبل الميلاد وبداية فترة ما بعد الميلاد.
يضم «كتاب الشعر» - وهو أول سجل للأدب الصيني - قصيدة، يطلق عليها بوجه عام «الفأر الكبير»، تشير إلى أن الناس سيتمكنون من إيجاد مكان أفضل يعيشون فيه بدلا من المكان الذي يعيشون به الآن، إلا أن اليوتوبيا الصينية الكلاسيكية هي «أرض أزهار الخوخ» لصاحبها تاو يوان مينج (365-427). وفي أحداث هذه القصة، يقصد صياد سمك ذات يوم جدولا لم يقصده من قبل، ويصادف بستان خوخ مثمرا على ضفتي الجدول. وإذ أعجبه بشدة جمال البستان، أخذ يخوض الجدول حتى وصل إلى كهف صغير ينبع منه الجدول. دلف إلى الكهف بصعوبة عبر فتحة صغيرة ليجد نفسه في سهل واسع تتناثر فيه منازل بسيطة وحقول وبرك بديعة، وكانت السعادة بادية بوضوح على جميع السكان الذين شاهدهم، فأنزلوه منازلهم وأطعموه وأخبروه أنهم هربوا من الاضطرابات التي سادت في عهد أسرة تشين القديمة، قبل أحداث القصة بنحو 600 عام، وأن أجدادهم استقروا بهذا المكان المنعزل وقطعوا كل صلة لهم بالعالم الخارجي. بعد مكوثه معهم لبضعة أيام، اختار الصياد المغادرة، وطلبوا منه حينها ألا يطلع أحدا بالخارج على أمر هذا المكان. وعندما عاد لوطنه، أبلغ السلطات عن المكان، لكن لم يتمكن أحد قط من العثور عليه.
كان للقصة تأثير على الأدب الصيني الذي ظهر بعدها، وأعيد إنتاجها في اليابان، وكانت الكلمة اليابانية المقابلة ل «أرض أزهار الخوخ» هي «شانجري-لا». وفي الصين، استخدم كتاب صدر في القرن الثامن، بعنوان «كوانج-إي تشي»، نهجا مماثلا لوصف زيارات لأرض يسكنها الخالدون من الطاويين، ومجموعة من النساء اللائي هربن من العمل القسري المضني في بناء سور الصين العظيم، واللائي أسسن مجتمعا يوتوبيا في واد معزول حيث أمسين خالدات.
تطور الأدب اليوتوبي الصيني في القرن الثامن عشر، وكان أشهر أعماله «أزهار بالمرآة» (1828)، لصاحبه لي جو-تشين (1760؟-1830؟). ويشبه هذا الكتاب إلى حد ما رواية «رحلات جاليفر»؛ لأنه عرض لرحلات لعدد من البلاد، مثل «تشان-تسو كو»، أو بلد النبلاء، و«تا-جين كو»، أو بلد العظماء، لكن الرحلة التي حظيت بأكبر اهتمام هي الرحلة إلى «نو-إير كو»، أو بلد النساء؛ حيث تتقلد النساء مقاليد السلطة كلها، ويتلقين القدر من التعليم الذي يحظى به الرجال في أي مكان آخر. وفي حين يمكن اعتبار «بلد النساء» إقرارا مبكرا بحقوق المرأة، فلم تنشر يوتوبيات نسوية في الصين حتى القرن العشرين.
شكل 4-1: كونفوشيوس يقدم جوتاما بوذا الصغير إلى لاوتزه، صاحب كتاب «تاو تي تشينج»؛ ومن ثم تضم الصورة مؤسسي طرق التفكير الثلاث التي هيمنت على الصين القديمة.
في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ركزت اليوتوبيات الصينية في معظمها على ضرورة تبني التكنولوجيا الغربية، مع الإبقاء على المنظومة الأخلاقية الصينية للتخفيف من وطأة تلك التكنولوجيا، وفي القرن العشرين تم إنتاج ديستوبيات ترفض التكنولوجيا الغربية. وكتب الفيلسوف الاجتماعي كانج يو-واي (1858-1927) عددا من الأعمال اليوتوبية يقبل فيها التكنولوجيا الغربية ويعرض لدولة عالمية ديمقراطية تقوم على مساواة واسعة النطاق. وهذه الدولة لها برلمان عالمي يقوم، من بين مهامه التشريعية المعتادة، باستحداث لغة عالمية، والإشراف على الخفض التدريجي في حجم الجيوش في جميع أنحاء العالم. وستلغى الرأسمالية، وجميع الملكيات الخاصة. وأكدت يوتوبيا كانج على ضرورة تغيير وضع المرأة؛ الأمر الذي سيقتضي، من بين جملة أشياء أخرى، السماح بالطلاق وابتكار عقود زواج محددة الأجل بين الرجال والنساء.
في القرن العشرين، قدم عدد من الكتاب دساتير نموذجية لصين تقوم في المستقبل، مثل «مستقبل الصين الجديدة» (1902) لصاحبه ليانج تشي-تشاو (1873-1929)، و«زئير الأسود» (1905-1906) لصاحبه تشين تيان-وا؛ والكتاب المجهول الصاحب «روح الدستور» (1907). وفي صين القرن العشرين، كان ماو تسي تونج يوتوبيا بجلاء في رغبته في تحويل المجتمع الصيني على غرار رؤيته له، ويمكن القول بأن شيوعية ماو كانت ماركسية ولها أصول في الكونفوشيوسية. (2) الهند
تشير النصوص الأساسية للديانات الهندية التقليدية إلى عصر ذهبي في الماضي، وتتتبع التغيرات والسقطات التدريجية في السلوك الإنساني التي تؤدي إلى نمو الخلافات الاجتماعية وضرورة وجود الحاكم. وتلك الأوصاف لحقب ساد فيها السلام والازدهار في الماضي، رغم اشتمالها على عناصر فانتازيا مثل المحاصيل الدائمة التجدد، أساسية في الحركات الدينية والاجتماعية والسياسية اليوم.
Página desconocida