Utopía: Una Introducción Muy Corta
اليوتوبية: مقدمة قصيرة جدا
Géneros
اضطلعت عادة اليوتوبيات المبكرة في مستعمرات المستوطنين بمسائل عملية، مثل توزيع الأرض وبنية الحكم. وفي نهاية الحقبة الكولونيالية، ومع انفصال المستعمرات الأمريكية عن بريطانيا وتحولها إلى ما يعرف بالولايات المتحدة الأمريكية، تم وضع ثلاث وثائق، اثنتان منها ألهمت قيام يوتوبيات في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها. أكدت الأولى، والمتمثلة في «إعلان الاستقلال»، على الحرية والمساواة وبررت الثورة. أما الوثيقة الثانية، والمتمثلة في «مواد الكونفدرالية»، فينساها الكثيرون، ويعدها الكثيرون - بوجه عام - فاشلة؛ لأنها لم تنص إلا على حكومة مركزية ضعيفة، وتركت أغلب السلطة للولايات، إلا أنه بموجبها انتصرت الولايات المتحدة الأمريكية على الثورة، وأسست علاقات دبلوماسية، ووسعت من أرضها. والوثيقة الثالثة، والمتمثلة في الدستور الأمريكي، المعروف عادة بأنه أول دستور مكتوب - مع تجاهل مواد الكونفدرالية - كانت نموذجا لكثير من الدساتير الأخرى. وبعد التصديق على الدستور، أدخلت عشرة تعديلات، معروفة ب «وثيقة الحقوق»، وأضحت تلك التعديلات وثيقة يوتوبية محورية في الولايات المتحدة الأمريكية. وفكرة توضيح بنية الحكم وحقوق وواجبات كل من المواطنين والحكومات ألهمت الكثير من الدساتير ووثائق الحقوق اليوتوبية، إضافة إلى الكثير منها التي جرى تفعيلها. (5-2) كندا وأستراليا ونيوزيلندا
في كندا، كانت العلاقة بين الإنجليز والفرنسيين ذات أهمية خاصة في اليوتوبيات الكندية المبكرة، واستمرت مسألة جوهرية في كندا الفرنسية. فعلى سبيل المثال، تحمل يوتوبيا كندية مبكرة مكتوبة بالإنجليزية، وهي «الإقطاعي الشاب، أو صنع أمة» لويلفريد شاتوكلير (1888) اسما مستعارا نصفه إنجليزي، ونصفه الآخر فرنسي، وتتناول على نحو مباشر العلاقات الإنجليزية الفرنسية. وركزت أول يوتوبيا كندية فرنسية «رحلتي إلى القمر»، التي حملت الاسم المستعار نابليون أوبين (1839)، على الاستقلال عن كندا الإنجليزية.
في أستراليا، كان هناك موضوع سائد يتعلق بكيفية التعامل مع الجزء الأوسط من البلد الكبير الخالي، والظروف الطبيعية القاسية - بوجه عام - السائدة فيه، والذي يواجه - على نحو منتظم - الحرائق والجفاف من ناحية، والفيضانات من ناحية أخرى، وهي مشكلات ما زالت موجودة حتى الآن؛ أدى هذا ربما إلى ظهور أول ديستوبيا تتحدث عن الاحترار العالمي، وكانت بعنوان «الغبي وميراثه» (1911)، كتبها جيمس إدموند (1859-1933) الذي ترأس لفترة طويلة تحرير المجلة الأسترالية «ذا بوليتين».
تناولت غالبا يوتوبيات نيوزيلندا، مثل عمل ألكسندر جويس (1840 / 1841-1927) «الأرض! حوار في 1933» (1881)، إعادة توزيع الأرض وغيرها من سبل تحقيق قدر أكبر من المساواة. وفي الوقت نفسه، صور كثير من يوتوبيات نيوزيلندا المبكرة نيوزيلندا ذاتها باعتبارها يوتوبيا. على سبيل المثال، تصور القصائد اليوتوبية المبكرة مثل قصيدتي «نهر أفون» (1854) لهنري جاكوبس (1824-1901)، و«لا يوجد مثيل حتى الآن لأوتاجو» (1861) لجون بار من كريجيلي (1809-1889)، جزأين من نيوزيلندا: كانتربري وأوتاجو على الترتيب، على أن كلا منهما يوتوبيا جاهزة، واستمر هذا النهج لوقت طويل حتى أواخر القرن العشرين. (5-3) أمريكا اللاتينية والجنوبية
كان الأدب السياسي في أمريكا اللاتينية والجنوبية مهتما في الأصل بالاستقلال، ولم يظهر الأدب اليوتوبي على وجه الخصوص نسبيا على نحو سريع، رغم وجود بعض الاستثناءات. وعندما ظهر الأدب اليوتوبي، كان منشغلا بالقضايا نفسها التي انشغلت بها مستعمرات المستوطنين الأخرى، وكانت التفاوتات في الثروة والفقر هي الأشيع. وبمرور الوقت، تغيرت القضايا مبدئيا قليلا، لكن زاد تعقد اليوتوبيات مع زيادة عددها. وفي أواخر القرن العشرين، بدأت الشعوب الأصلية هي الأخرى تكتب يوتوبيات، وقد كتبوا غالبا ديستوبيات تصور على نحو روائي المعاملة التي يلقونها على يد المستوطنين.
إبان حقبة الكولونيالية، كانت العلاقة بين المستعمرين والسكان الأصليين تتسم بالعنف في الغالب، لكن كانت هناك محاولات - أحيانا ما استندت مباشرة إلى كتاب «يوتوبيا» لمور - لتكوين علاقات أفضل. وفي حين أن هذه المحاولات تبدو من منظور القرن الحادي والعشرين أقل إيجابية مما تبدو في أعين أصحابها، فقد كانت نماذج لاتجاه يوتوبي أبوي كان له أوجه شبه مع رؤية مور، رغم وجود اختلافات فيما يتعلق بالمؤسسات المتضمنة.
كتب بارتولومي دي لاس كاساس (1484-1566)، وهو دومينيكي إسباني، «في حق الجزر الهندية» (1516)، الذي ربما تأثر به مور. كما حاول تأسيس مجتمع في فنزويلا كان سيضم مزارعين إسبانيين يعلمون أساليب الزراعة الحديثة للسكان الأصليين، الذين كانوا سيدفع لهم أجر عادل بدلا من أن يتم استعبادهم، وهو الأمر الذي كان سائدا حينها. كانت الخطة تنصير الهنود وجعلهم متحضرين، وفي الوقت نفسه تحسين العلاقات بين المستعمرين والمستعمرين.
في عامي 1552 و1553، أسس فاسكو دي كيروجا (1470-1565)، وهو علماني إسباني تم ترسيمه باعتباره أول أسقف لميتشواكان بالمكسيك، مستشفيات هندية أو بلدات كوميونية في سانتا في دي مكسيكو، بالقرب من مكسيكو سيتي وسانتا في دي لا لاجونا خارج ميتشواكان. وقام كلا المجتمعين مباشرة على تفسيره ليوتوبيا مور، وكان القصد منهما تحسين حياة الهنود وتنصيرهم في الوقت ذاته. استمر كلا المجتمعين، لا سيما المجتمع الموجود خارج ميتشواكان، لبعض الوقت، وحققا نجاحا من حيث البعدين الاقتصادي والديني.
وفي القرنين السابع عشر والثامن عشر، أسس اليسوعيون «بلدات تبشيرية» أو مجتمعات مصممة لتنصير شعوب المنطقة وحكمهم وتعليمهم. وتأسست هذه البلدات في الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل وباراجواي، واتخذت صورة مجتمعات حتى طرد اليسوعيون خارج تلك المناطق. (5-4) جنوب أفريقيا
تأخرت جنوب أفريقيا في إنتاج أدب يوتوبي، وعندما أنتجته كان منشغلا في المقام الأول بقضايا التمييز العنصري، وكان قسم كبير منه يبرر الفصل العنصري ويدافع عنه. ومن الأمثلة على هذا الأدب عمل جيمس مارشال ومارجريت سكوت مارشال «1960 (نظرة إلى الماضي)» (1912) المكتوب بالإنجليزية، و«الأرض الموعودة» (1972) لكاريل شومان باللغة الأفريقانية.
Página desconocida