فلقد نوى سموه في الحالة التي يستقر فيها الرأي على الضرب أن يبقى في الديار المصرية. وهو يقول في تعليل ذلك إنه لا يستطيع أن يترك جميع أولئك الذين ظلوا في معيته وأولوه في غضون هذه الفتنة إخلاصهم، كما أنه من جهة أخرى لا يستطيع أن يهجر مصر إذا أغارت عليها دولة أجنبية؛ إذ يقال حينئذ إنه بارحها لينجو بنفسه. أما إذا احتلت الترك مصر وصادف هذا الاحتلال مقاومة، فإن سموه ودرويش باشا يعلمان الجيش عندئذ بأنهما بصفتهما من رعايا السلطان المخلصين لجلالته لا يكونان قد أديا واجبهما إذا عضدا هذه المقاومة، وفي هذه الحالة ينطلقان بأحسن الوسائل الممكنة إلى يخت درويش باشا.
وأعرب سموه عن نيته في الانصراف هو ودرويش باشا إلى أحد القصور القائمة على شاطئ المحمودية إذا كان الضرب من جانب الأسطول الإنجليزي وأنه بقدر الإسراع في إنجاز الضرب يقل الخطر الذي يحيق بشخص الخديو.
وكان سموه أثناء هذه المقابلة رابط الجأش يتكلم بصوت هادئ، واختتم الحديث بتوجيه الرجاء إلى سير أوكلاند أن يبلغ قراره هذا إلى سعادتكم.
ولقد عقدت العزم على أن أخبر درويش باشا أنه في حالة حدوث ضرب تلقي حكومة صاحبة الجلالة البريطانية عليه مسئولية سلامة الخديو الشخصية وأمنه.
ولي الشرف ... إلخ.
الإمضاء
كارترايت
15
وفي اليوم التالي ورد إلى مستر كارترايت من لورد جرانفيل الرد بالبرقية الآتية:
وزارة الخارجية البريطانية في 8 يوليه سنة 1882
Página desconocida