151

صورة محمد - عليه السلام

ولقد سمعت الأسئلة في هذا المعنى في سياق الكلام على صورة النبي محمد - عليه السلام.

فقلت: إن الواقع هنا أقرب إلينا من الخيال.

والواقع معروف مستمد من التاريخ الذي لا خلاف عليه، سواء منه تاريخ النبي وتاريخ صحابته المقربين.

لقد كان حول النبي رجال من طراز أبي بكر وعمر وعلي وعثمان وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وأبي عبيدة الجراح ومعاوية بن أبي سفيان.

كان كل من هؤلاء الرجال يقيم الممالك ويقود الجيوش، ويهزم القياصرة والأكاسرة، ويحسن ولاية الأمر في وطنه وغير وطنه.

وكان منهم رجل كعمرو بن العاص، يقول إنه لم يجرؤ على أن يملأ نظره من وجه محمد.

وكان منهم رجل كابن الخطاب، عاش إلى آخر أيامه وهو يعيد كلمة «يا أخي»؛ لأنه سمعها مرة من فم محمد في موقف وداع.

وكان منهم رجل كمعاوية، يحتفظ بقلامة ظفر من إصبع محمد، ولا يفرط فيها وهو على سرير ملكه.

ولولا أن «شخصيته» تعز على التمثيل، لما دانت له هذه الشخصيات زهاء عشرين سنة، ولا يقال إنها هيبة الإيمان وحده؛ فإن هذه الهيبة لا بد لها من هيبة «شخصية» تناسبها، وتناسب قدرها الرفيع في نظر المؤمنين.

Página desconocida