فلما قرأت ذلك الجواب قلت: ما أضل هذا العالم! وما أفسد أبناءه!
وتذكرت بكاءها وعيونها تهمل الدموع، ومودتها الصادقة التي كانت تبديها فقلت: صدق والله من يقول:
وإن حلفت لا ينقض النأي عهدها
فليس لمخضوب البنان يمين
ثم أخذت القلم وكتبت:
أيتها الغادة الجميلة
إن فؤادي لم يبق خاليا ينتظر غرامك، وليس في وسعه أن يجمع بين اثنين، ولست ممن يغدرون بالعهود، وأنا على يقين أن حبيبتي تموت لأجلي لا أن تعشق غيري، وأنا أول من يحبك إكراما لشقيقي. فإن كنت تحبينه كما كان يحبك ومات لأجلك وبسببك، فتكرمي على أخيه برقعة من خطه سواء كان جوابا أو غراما أو غيره، واعلمي أني لا أبوح بالسر مهما عشت، ولا أنسى الدموع على منظر خدك الوردي. وفي الختام، أهديك أزكي التحية، والسلام.
شقيق عاشقك شريف
أمين فريد
ثم وضعت الجواب في منديل من عندي، وأعطيت الرد للخادم وأوصيته بتوصيله إليها وانتظار الرد، فلم ترد علي بل أرسلت جوابا كان أرسله شريف لها، وكتبت على ظهره هذه الجملة:
Página desconocida