هو الكلمة الأولى التي تتكلم بأصواتنا وتقطن في آذاننا لنفهم ونعلم. وكلمة الرب إلهنا قد بنت بيتا من اللحم والعظم وصارت إنسانا مثلك ومثلي.
لأننا لم نقدر أن نسمع أنشودة الريح التي لا جسد لها، ولم نر ذاتنا العظمى سائرة في الضباب.
مرارا كثيرة جاء المسيح إلى العالم، وقد مشى في بلاد كثيرة، بيد أنه حسب غريبا بين الناس ومجنونا أبدا.
ولكن صدى صوته لم يذهب عبثا؛ لأن ذاكرة الإنسان كثيرا ما تحتفظ بما لا يعبأ له فكره ليحتفظ به.
هذا هو المسيح، أبعد أعماقنا وأرفع أعالينا، الذي يرافق الإنسان إلى الأبدية.
ألم تسمعوا به على مفارق الطرق في الهند، وفي أرض المجوس، وعلى رمال مصر؟
وهنا في بلادكم الشمالية قد تغنى شعراؤكم القدماء ببروميثيوس حامل النار، الذي تحققت فيه رغبات الإنسان، وتحطمت به قضبان القفص الذي قيد رجاء الناس فأطلق وصار حرا، وبأورفيوس الذي تجسد مع الصوت والقيثارة لينعش الروح في الحيوان والإنسان.
أولا تعرفون شيئا عن سيصر الملك، وزوروستر النبي الفارس، اللذين استيقظا من نوم الإنسان القديم ووقفا على فراش أحلامنا؟
إلا أننا نحن أنفسنا نصير مسحاء عندما نجتمع في الهيكل غير المنظور، في ألف سنة، حينئذ يخرج أحدنا متجسدا.
بيد أن آذاننا لا تتحول دائما للسماع، ولا عيوننا للنظر.
Página desconocida