فسألته ثانية: ألم تقل إنك ملك اليهود؟
فنظر إلي، ثم أجابني بصوت هادئ: أنت نفسك أعلنتني ملكا، ولعلني لهذا ولدت؛ ولهذا أتيت لأشهد للحق.
تأملوا رجلا يتكلم عن الحق في مثل هذا الموقف.
ولكنني تجلدت وقلت بصوت مرتفع لنفسي وله: وما هو الحق وماذا ينتفع البريء من الحق ويد منفذ حكم القتل على عنقه؟
حينئذ قال يسوع بقوة: ما من رجل يستطيع أن يحكم للعالم إلا بالروح والحق.
فسألته قائلا: وهل أنت من الروح؟
فأجاب: وأنت أيضا من الروح وإن كنت لا تدري.
وما هي الروح وما هو الحق في الوقت الذي كنت أنا، من أجل سلامة البلاد، وأمته بغيرتها على طقوسها القديمة، نسلم رجلا بريئا للموت؟
ما من رجل ولا أمة ولا مملكة تريد أن تتعرج أمام الحق السائر في طريقه إلى كمال ذاته.
فقلت له ثانية: هل أنت ملك اليهود؟
Página desconocida