Caiga Sibawayh
لتحيا اللغة العربية يسقط سيبويه
Géneros
أما قصي الجد الأكبر للرسول
صلى الله عليه وسلم
وأول من نزل بقريش في مكة فلا يعرف أحد متى ولد ومتى مات ولا حتى بالتقريب، على الرغم من أهميته الكبرى في تاريخ العرب. ونفس الأمر بالنسبة لهاشم الذي ينتمي إليه الرسول مباشرة حيث يسمى آله: بنو هاشم. ربما نعرف بالتقريب أنه عاش في النصف الأول من القرن السادس الميلادي. والغريب أنك لا تجد من يهتم كثيرا بمعرفة متى عاش هؤلاء ومتى كانت القصص المتواترة عنهم، فكتب التراث تتحدث عنهم وكأنهم أناس من خارج الزمن، فالماضي بالنسبة للعربي هو كيان هلامي يتوه فيه، ومن الصعب التفرقة بين مراحله.
وعندما ظهر نور الإسلام، كان هناك تقويمان أساسيان للأعوام: الأول هو التقويم البيزنطي، والثاني هو التقويم الساساني في بلاد فارس.
ولم يبدأ التقويم الزمني عند العرب إلا في عام 16 بعد الهجرة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب. وقد حسم الفاروق جدلا حول الحدث الذي يبدأ منه التقويم فجعله الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة.
قبل ذلك كان هناك بالنسبة للعربي زمن حاضر وزمن ماض، والماضي ليس له أي تحديد. وكان التحديد التقريبي الوحيد هو بعض الأحداث الهامة التي وقعت في الجزيرة وعلى رأسها عام الفيل، وهو الذي حاول فيه أبرهة غزو مكة وتحطيم الكعبة المشرفة. وكانوا يقولون مثلا قبل عام الفيل أو بعده بقليل، وهكذا.
ومن يبحث في تصريف الأفعال بالعربية يكتشف السر في علاقة العربي بالزمن، فالأفعال العربية مبنية على الماضي والمضارع بالنسبة للترتيب الزمني، لكن هناك خلطا لا حد له بين الاثنين، فالمضارع قد يستخدم للماضي والعكس صحيح، فنقول مثلا: أكلت الآن كذا، وأكلت فعل ماض، ويقول والد العروس: «زوجتك ابنتي.» مع أن «زوجتك» فعل ماض لكنه يعني هنا الحاضر والمستقبل. كما يقال: غدا نصلي الجمعة، و«نصلي» فعل مضارع لكن المقصود به هنا المستقبل.
كما أنه لا يمكن ترتيب الأزمنة بوضوح من خلال الأفعال في المضي وتحديد وقوع فعل قبل أو بعد فعل آخر.
وبالنسبة لعظمائنا الذين نعرف العصور التي عاشوا فيها بدقة، فإن الغالبية العظمى للعرب تعرفهم اسما لكنها لا تهتم بمعرفة الأزمنة التي عاشوا فيها. فكم مصري يعرف متى عاش صلاح الدين الأيوبي أو الظاهر بيبرس أو طومان باي أو المقريزي؟ من يعرف بالتحديد تاريخ ميلاد أو وفاة سعد زغلول أو مصطفى كامل أو طه حسين؟
الغالبية الساحقة لا تعرف، بل لا تهتم أن تعرف؛ فقياس الزمن بالنسبة لعامة العرب رفاهية لا لزوم لها.
Página desconocida