62

Despertar de los más atentos sobre lo que se dijo en mención del fuego y los compañeros del fuego

يقظة أولي الاعتبار مما ورد في ذكر النار وأصحاب النار

Editor

د. أحمد حجازي السقا

Editorial

مكتبة عاطف-دار الأنصار

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٣٩٨ - ١٩٨٧

Ubicación del editor

القاهرة

وَمَا من أحد مُسلما كَانَ أَو كَافِرًا إِلَّا وصاليها وداخلها ثمَّ يُنجى الله الَّذين اتَّقوا ويذر الظَّالِمين فِيهَا جثيا وَهَذِه أخوف آيَة
وَقَالَ تَعَالَى وَمن أعرض عَنهُ فَإِنَّهُ يحمل يَوْم الْقِيَامَة وزرا أى اثما عَظِيما وعقوبة ثَقيلَة بِسَبَب إعراضه خَالِدين فِيهَا وساء لَهُم يَوْم الْقِيَامَة حملا يَوْم ينْفخ فى الصُّور ونحشر الْمُجْرمين يَوْمئِذٍ زرقا المُرَاد بالمجرمين الْمُشْركُونَ والكافرون والعصاة المآخذون بِذُنُوبِهِمْ الَّتِى لم يغفرها الله لَهُم والزرقة الخضرة فى الْعين كعين السنور
وَالْعرب تتشاءم بهَا لِأَن الرّوم كَانُوا اعدى عدوهم وهم زرق وهى أَسْوَأ ألوان الْعين وأبغضها إِلَى الْعَرَب وَقَالَ الْفراء زرقا أى عميا وَقَالَ الأزهرى عطاشا وَهُوَ قَول الزّجاج وَقيل إِنَّه كِنَايَة عَن الطمع الْكَاذِب إِذا تعقبه الخيبة وَقيل هُوَ كِنَايَة عَن شخوص الْبَصَر من شدَّة الْحِرْص وَالْقَوْل الأول أولى وَالْجمع بَين هَذِه الْآيَة وَبَين الْآيَة السَّابِقَة ﴿عميا وبكما وصما﴾ مَا قيل من أَن ليَوْم الْقِيَامَة حالات ومواطن تخْتَلف فِيهَا صفاتهم ويتنوع عِنْدهَا عَذَابهمْ فيكونون فى حَال زرقا وفى حَال عميا
وَقَالَ تَعَالَى ﴿لَو كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَة مَا وردوها وكل فِيهَا خَالدُونَ لَهُم فِيهَا زفير وهم فِيهَا لَا يسمعُونَ﴾ وفى هَذَا تبكيث لعباد الْأَصْنَام وتوبيخ شَدِيد لمن يتَّخذ من دون الله أَرْبَابًا والزفير هُوَ صَوت نفس المغموم وَالْمرَاد هُنَا الأنين والبكاء والتنفس الشَّديد والعويل وَلَا يسمع بَعضهم زفير بعض لشدَّة الهول قَالَ ابْن مَسْعُود فى الْآيَة إِذا بقى فى النَّار من يخلد فِيهَا جعلُوا فى توابيت من نَار ثمَّ جعلت تِلْكَ التوابيت فى توابيت أخر عَلَيْهَا مسامير من نَار فَلَا يسمعُونَ شَيْئا وَلَا يرى أحد مِنْهُم أَن فى النَّار أحدا يعذب غَيره وَقيل لَا يسمعُونَ شَيْئا لأَنهم يحشرون

1 / 80