وأرسل أبا سعيد الشبيبي إلى فخر الدولة في الاستعانة على معاودة خراسان، فجهز له أسفار بن كردويه، وعدة من أعيان القواد في زهاء ألفي رجل من خلص الديلم، وكتب إلى نصر بن الحسن بن فيروزان وهو بقومس بصلة جناحهم، والزعامة عليهم في إيرادهم وإصدارهم، والصدر في ذلك كله عن رأي حسام الدولة ومثاله، والتصرف بتصاريفه في حالتي حله وترحاله، وتارتي سلمه وقتاله. وحمل في صحبته من المال لإقامات عسكره ضعف ما كان خلفه عليه عند فصوله من جرجان. فسار أبو سعيد إلى قومس، فانتدب نصر لقراه وقري القواد في صحبته، [42 أ] كما قرى تميم ضيفها وجارها ابن الحضرمي «1» حذو النعل بالنعل «2». وذلك أنه أمر به في صحن داره فأخذته «3» السيوف يمنة ويسرة، حتى برد «4». وعمد إلى آخرين فحبسهم في سرب «5» وأوقد الفحم عليهم وسد منافذ السرب دونهم، حتى اختنقوا بين حر المحبس وعدم المتنفس. وافتات «6» بتلك الأموال المحمولة والدواب المقودة راضيا بسمة الغدر، وقاضيا على نفسه بالخزي مدى الدهر. وانفل الباقون نحو الري لا يلوي واحد منهم على آخر إلى أن وردوها، فقرروا الصورة، وقرأوا الصحيفة المنشورة، فورد من ذلك على فخر الدولة ما أطار واقعه، وهاج وادعه. وعلى حسام الدولة أبي العباس تاش ما أقلقه فأكمده، وأضعف عن كل شى ء قلبه ويده.
Página 82