نعم، وواصل أبو الحسين العتبي كتبه إلى ولاة الأطراف بخراسان «6» في استنهاضهم واستنفارهم لينحدر بهم إلى مرو «7»، ويجتمع معهم بها، ثم يقبل بهم وبمن يستجيشه من رجالات خراسان على رفو ذلك الخرق، ورتق ذلك الفتق، ومحو سمة العجز، واستعادة رونق الملك. وأقبل يستعد للأمر بجده وجهده، ويواصل الكتب بجميل «1» وعده.
وخلع الرضا «2» عليه خلعة جمع له بها بين تدبير الأقلام والقواضب، وأضاف له إلى بزة الكتاب زي أرباب الكتائب، فكانت خلعة خالعة لروحه، قاطعة لعمره، خاتمة لأمره «3». وذلك لأن أبا الحسن بن سيمجور كان يشكو «4» إلى فائق ما دهاه، من قصده إياه، حين عزله عما كان يليه، وكاده في نفسه وذويه. ولم ينفك يرصده بالغوائل، ويطلبه بوجوه الأوتار «5» والطوائل «6»، إلى أن أشار فائق عليه بطائفة من [30 ب] الغلمان السديدية «7» الذين كانوا رؤوس «8» أضرابهم في السفه والشغب، والتحكم في المطالب بفرط القوة والغلب، ودس إليهم من أغراهم به «9» بسفاتج «10» ينجزها إليهم، حتى تآمروا «11» بينهم على قتله، وتجمعوا على الفتك به مغتنمين خلو بخارى عمن يحتمي له أو يحامي عليه.
Página 62