واستخص أبا الحسين فائق الخاصة «8» لطول خدمته «9» للأمير السديد، وحظوته عنده، واختصاصه برعايته، واشتراكه في وصايته، فكان شريكهما في التدبير، وصيانة هيبة السرير. وأقر أمر الجيش بخراسان «10» على أبي الحسن «11» محمد بن [22 أ] إبراهيم بن سيمجور ، فتفرد كل منهم بحماية الملك سدا للثغور، وسياسة للجمهور، وحصدا لنواجم الشرور «12»، إلى أن بدت أكمامها تنفتق، وجيوبها تتخرق. وكان من ذلك أمر سجستان، وسببه أن خلف بن أحمد «1»، كان [قد] استنصر «2» الأمير السديد، على طاهر بن الحسين، قريبه وخليفته على أعمالها، بعد انكفائه من حج بيت الله الحرام، وذلك في شهور سنة أربع وخمسين وثلثمائة لتمكنه كان من الولاية، واستظهاره بالمال والعدة، واستمالته قلوب الأجناد، والرعايا من أهل تلك الخطة. فأحسن نصرته ومعونته «3»، وكفاه كلفته ومؤونته، وأمده بمن استمده «4» من كماة الجيوش، لرده إلى بيته، وتقرير مملكته في يده، فانحاز طاهر حين أحس بالمدد وكثرة العدد، إلى أسفزار «5» حتى قر خلف قراره، ووضع عنه آصاره، وصرف عن ظهر الاستغناء أعوانه وأنصاره، ثم كر عليه كرة أجلته عن داره، وطرحته إلى باذغيس «6» فيمن نادى بشعاره.
Página 44