ولما تسامع القوم بإقباله، دب الفشل في تضاعيف أحشائهم، وسرى الوهل «1» في تفاريق أعضائهم، واستطار الخوف في مزاج دمائهم. ولما سقط في أيديهم، ورأوا أنهم قد ضلوا، قالوا: لئن لم يرحمنا [90 ب] ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين «2». فأبى الله إلا أن ينتقم منهم بسيف سيف الدولة، جزاء عن «3» فعلهم الفظيع، وخطبهم الشنيع، وسعيهم المذموم عند الجميع، فصبه عليهم صب عزالي «4» الغيث بنوء المرزمين «5»، غير أنه غيث قطره عيث «6»، وغيم حشوه ضيم، وسحاب حمله عذاب. وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد «7».
Página 168