Judaísmo en la creencia y la historia
اليهودية في العقيدة والتاريخ
Géneros
فقد ظل بنو إسرائيل بعد موسى ما ينيف على أربعة قرون يحكمهم من يلقبون بالقضاة، وضاقوا آخر الأمر بهذا الحكم وازداد برمهم به في أعقاب عهد الرائي (أي النبي) صموئيل: «وكان لما شاخ صموئيل أنه جعل بنيه قضاة لإسرائيل ... ولم يسلك ابناه في طريقه بل مالا وراء المكسب وأخذا رشوة وعوجا القضاء» (1 صموئيل 8: 1-3).
واستشرى الفساد فاستغلظ التذمر وتنادى القوم بأن يملكوا عليهم ملكا فأنكر صموئيل ذلك عليهم قائلا إنه لا ملك إلا يهوه: «قلتم لي بل يملك علينا ملك. والرب إلهكم ملككم» (1 صموئيل 12: 12).
ويترتب على هذه السفسطة أن يكون صموئيل هو الذي يفصح عن مشيئة الرب، وما الرب إلا صموئيل، وفي سنة 1025ق.م هتف الشعب بشاول ملكا عليه، فلم يغفر صموئيل لشاول أنه غصب منه صولجان الحكم، وزاده سخطا على شاول أن هذا الملك عد نفسه مدينا بسلطانه للشعب وأنه لم يمض إلى آخر الشوط في تلبية ما للكهان من رغائب وإنفاذ ما لهم من مطالب ولهذا عدوه مارقا من الدين وأبلغوه أن الرب غير رأيه فيه وأصبح شانئا له لا يريد به يسرا: «وكان كلام الرب إلى صموئيل قائلا: ندمت على أني قد جعلت شاول ملكا لأنه رجع من ورائي ولم يقم لكلامي» (1 صموئيل 15: 1-11).
واختار صموئيل داود ليحل محل مسيح الله شاول بعد التخلص منه، ومسحه بالدهن ليوليه ملكا على إسرائيل: «فأخذ صموئيل قرن الدهن ومسحه في وسط إخوته وحل روح الرب على داود من ذلك اليوم فصاعدا» (1 صموئيل 16: 13).
وجعل صموئيل يسخر داود في الكيد لشاول، وقلب المرشح
123
للملك والنبوة ظهر المجن لمليكه العتيد،
124
وأحس شاول بما يبيته له داود من مكايد فأرسل الجند لاعتقاله، ولكن صموئيل أظله بحمايته. لقد نشب الخلاف بين السلطة الروحية والسلطة الزمنية، وآثر الجند جانب النبي على جانب الملك فشملهم شيخ الأنبياء بعطفه وأدخلهم في زمرة المتنبئين: «فأرسل شاول رسلا لأخذ داود. ولما رأوا جماعة الأنبياء يتنبئون وصموئيل واقفا رئيسا عليهم كان روح الله على رسل شاول فتنبئوا هم أيضا. وأخبروا شاول فأرسل رسلا آخرين فتنبئوا هم أيضا . ثم عاد شاول فأرسل ثالثة فتنبئوا هم أيضا» (1 صموئيل 19: 20-21).
كان قدامى الإسرائيليين يتلظون بنار الحسد من البلدان المتاخمة ذات الحضارة المتقدمة لوفرة ما ترتع فيه من خصب وما يفاض عليها من رخاء، وكان الأنبياء اليهود - بوجه عام - ينفطون ضغنا وسخيمة؛ فهم يتوجهون إلى إلههم بمثل هذا الدعاء على بابل: «طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة» (مزمور 137: 9).
Página desconocida