Los Ministros y los Escritores
الوزراء والكتاب
Géneros
فلما قال أبو جعفر ما قال، كتب به أبو الخصيب إلى سفيان، فعمل على قتله إذا أمكنه ذلك. فقال عيسى بن علي يوما لابن المقفع: صر إلى سفيان فقل له كذا وكذا، فقال له: وجه معي إبراهيم بن جبلة بن مخرمة الكندي، فإني لا آمن سفيان، فقال: كلا، انطلق إليه ولا تخف، فإنه لم يكن ليعرض لك وهو يعلم مكانك مني. فقال ابن المقفع لإبراهيم بن جبلة: انطلق بنا إلى سفيان نبلغه رسالة الأمير، ونسلم عليه، فإني لم آته منذ قدمنا، وأخاف أن يظن بي موجدة وعداوة. فمضيا، فجلسا على باب الديوان، وجاء عمر بن جميل فجلس إليهما، فخرج غلام لسفيان، فنظر إليهم، ثم رجع ثم عاد، فسار عمر بن جميل، وقال له: يقول لك الأمير: ادخل الديوان فاجلس فيه، فإذا انتصف النهار فمر بي، فقام فدخل الديوان، وجاء الآذن فأذن لإبراهيم بن جبلة فدخل، ثم خرج فأذن لابن المقفع، فلما دخل عدل به إلى مقصورة أخرى فيها شيرويه الملاديسي، وعتاب المحمدي، فأخذاه فشداه كتافا، فقال إبراهيم لسفيان: إيذن لابن المقفع، فقال للآذن: إيذن له. فخرج الآذن ثم رجع فقال: قد انصرف، فقال سفيان لإبراهيم: هو أعظم كبرا من أن يقيم وقد أذنت لك قبله، ما أشك في إنه قد غضب، ثم قام سفيان وقال لإبراهيم: لا تبرح، ودخل المقصور التي فيها ابن المقفع، فقال له لما رآه ابن المقفع: وقعت والله! فقال: أنشدك الله، فقال: أمي مغتلمة كما ذكرت، إن لم أقتلك قتلة لم يقتل بها أحد قط، وأمر بتنور فسجر ثم أمرها فقطعا منه عضوا، ثم ألقاه في التنور وهو يراه، فلم يزل يقطعه عضوا فعضوا ويلقيه في التنور وهو يراه، إلى أن قطعه أعضاء، ثم أحرقه وهو يقول:
والله يا بن الزنديقة لأحرقنك بنار الدنيا قبل نار الآخرة. فلما فرغ منه رجع إلى إبراهيم،
Página 105