Existencialismo Religioso: Estudio en la Filosofía de Paul Tillich
الوجودية الدينية: دراسة في فلسفة باول تيليش
Géneros
19
والملاحظ أن تيليش سعيد جدا بالتحليل النفسي مع فرويد وخلفائه، ويهتم به اهتماما بالغا ويعول عليه تعويلا كبيرا، وبغير أدنى إشارة إلى الاتجاهات السيكولوجية العلمية حقيقة! بصفة عامة ثقافة تيليش العلمية ضحلة جدا، وليس ذا إلمام بالتطورات العلمية، لا في الرياضيات ولا العلوم الطبيعية ولا الإنسانية. ولكن الدين والعلم مجالان ليس من الضروري أن يلتقيا فلسفيا؛ فهما منفصلان تماما، منهجا وموضوعا وغاية، فلا يدينه هذا كثيرا، المهم أن تيليش على الرغم من ميوله اليسارية، تلقى دعوة للعمل كأستاذ اللاهوت وفلسفة الدين في المعهد اللاهوتي الاتحادي بنيويورك، وظل بهذا المعهد حتى عام 1955م، ثم تقلد الأستاذية بجامعة هارفارد العريقة (من 1955م حتى 1962م) ثم جامعة شيكاغو منذ عام 1962م وحتى وفاته في الثاني والعشرين من أكتوبر عام 1965م، عن تسعة وسبعين عاما، وقد ظل محتفظا بنشاطه ومقدرته على العمل والإنجاز، وتأثيره على الأوساط الثقافية حتى آخر لحظة في حياته. والمحصلة رصيد ضخم من الأعمال اللاهوتية الفلسفية.
الفصل الرابع
أعماله
يعطينا مسار أعمال تيليش وسيرورة مؤلفاته الغزيرة رسما تخطيطيا لنماء تفكيره، وترعرع أفنان فلسفته.
وعلى الرغم من أن تيليش يميل - كدأب الألمان - إلى نحت مصطلحات جديدة، مما يضفي على كتاباته صعوبة ما بالنسبة للقارئ العادي، فإنها تتميز بسلاسة أخاذة، وعذوبة آسرة، وصدق حميم متوهج ومتبصر في آن واحد، يجذب مجامع القارئ؛ لذا حازت أعماله الكثيرة شهرة واسعة، وانتشرت انتشارا غريبا، حتى بين أوساط غير المعنيين لا بالمسائل الدينية ولا بالمسائل الفلسفية! وكان لها تأثيرها الكبير على الفكر والثقافة في العالم المتحدث بالإنجليزية، وأكثر من تأثيرها على العالم الألماني. وكما هو معروف، تيليش له فضل كبير في نشر - إن لم نقل تأصيل - الفكر الوجودي في العالم المتحدث بالإنجليزية.
المقالات والكتب في المرحلة الأولى من حياته، حتى عام 1933م، كانت طبعا باللغة الألمانية، ولما هاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية كتب بالإنجليزية، كما أن معظم أعماله ترجمت إلى الإنجليزية، وسوف نشير إلى ذلك تفصيلا فيما يلي:
أولا: الكتب
لما كان هذا الفصل أشبه بتوثيق ببليوجرافي لأعمال تيليش، فإننا سوف نتبع الأصول الببليوجرافية، ونورد كتب تيليش متسلسلة تبعا لتاريخ صدورها، وليس تبعا لأهميتها أو لتبويب موضوعاتها مثلا، ونحسب أن هذا الأسلوب الببليوجرافي أيسر السبل لطرح الصورة الكاملة لكتاباته؛ وعلى هذا الأساس نجد كتب باول تيليش كالآتي: (1)
Das System der Wissenschaften nach gegenstanden und Methoden: Ein Entwurf, 1923. «نسق العلوم تبعا لموضوعاتها ومناهجها: مشروع»: أو تخطيط عام، لتطوير مفهوم واضح للعلاقة المنطقية بين اللاهوت والفلسفة؛ «العلوم» هنا مقصود بها علوم اللاهوت والفلسفة. (2)
Página desconocida