Existencialismo Religioso: Estudio en la Filosofía de Paul Tillich
الوجودية الدينية: دراسة في فلسفة باول تيليش
Géneros
9
الغربية، وأنها في انتظار نهاية حقبة من تاريخها؛ هذا لأن إيمانها بالعقل فقط جعلها حضارة علمانية أوتونومية؛ أي معتمدة فقط على نفسها
Autonomous ، فكانت كل نواتجها التي جسدتها الحرب لتشهد عليها بالخواء والتناهي والعجز عن إشباع ذاتها، وأنها تعيش في قرنها العشرين نهاية هذه الحقبة، فبدت له الفرصة متاحة لإعادة بنائها على أساس جديد، هو الأساس الديني أو الثيولوجي، لتغدو حضارة ثيونومية؛ أي معتمدة على الدين
Theonomous
هذا هو المثل الأعلى المنشود الذي يحدد المهمة الإيجابية للاهوت في القرن العشرين؛ على أن الخروج من مرحلة الاعتماد على النفس؛ الأوتونومي
autonomy ، لا يعني العود فورا إلى النقيض المباشر، التبعية والاعتماد على الآخرين؛ الهترونومي
heternomy ، وقد كان تاريخ النهضة في أوروبا وبدء حضاراتها الحديثة، هو تاريخ لصراع دام وبطولي للخروج منها؛ وتيليش بلا شك يرفض أي تبعية، سواء دينية أو علمانية، إن ما ينشده هو وقوف يقظ واع على الحدود بينهما، ومركب جدلي من هترونومي العصر الوسيط وأتونومي العصر الحديث. إن التساؤل بشأنهما التساؤل بشأن المعيار النهائي للوجود الإنساني. فلا بد طبعا من الأتونومية، من الاعتماد على النفس، لكن بصورة هترونومية إلى حد ما؛ أي معضدة ومستفيدة ومشبعة بالبعد الثيولوجي؛ أي صورة ثيونومية، «بالثيونومي يتم قهر وتجاوز التناقض بين الأتونومي والهيترونومي.»
10
وقد مثلت فكرة الثيونومي محكا نهائيا يوجه فلسفة تيليش ويحدد تقييمه للفلسفات الأخرى. والفلسفة التي يعجب بها ويستفيد منها، يعتبرها ثيونومية، حتى ولو كانت إلحادية كفلسفات نيتشه وهيدجر!
ولم يبدأ تيليش عمله الأكاديمي إلا بعد انتهاء الحرب، وفي جامعة برلين؛ حيث حاضر فيما بين عامي 1919-1924م في تطور لاهوت الحضارة، معنيا بعلاقة الدين بالسياسة والفن والأدب والفلسفة وعلم نفس الأعماق والاجتماع، وكانت محاضراته هذه باكورة مشروعه الثيونومي، وجعل الدين مركزا تتصل به كل مجالات الحضارة.
Página desconocida