فقال ضاحكا: في القليس؟
فقالت في حدة: حيث يكونون سادة، لا أبالي أيكونون في القليس أم في معبد مناة. لست أبالي أين يكونون لو كانوا إلى جانبي، ولكنها أمنية حمقاء.
فقال أبرهة: لقد قلت حقا، إنها أمنية حمقاء، وما كانت أمنيتي إلا كذلك، وماذا فقدت من السيادة والكرامة؟ ألست اليوم ملكة؟
فقالت في حنق: نعم، فامض في قولك وعد إلى قسوتك. قل ما تعودت سماعه منك غير مرة، فليست هذه أول مرة تمن علي فيها بأنك اتخذتني زوجا. امض في سخريتك وقل إنك لم تعاقبني كما تعاقب الأمة، ولم تتخذني امرأة كما تتخذ الأمة، وقل إنك أكرمت ولدي الذي جئت أحمله بين ذراعي فجعلته مثل ولدك. قل ذلك وغيره، فإنه غير جديد علي.
فقال أبرهة: وهل في ذلك سخرية؟ نعم أقول إنني اتخذتك زوجا وجعلت ولدك في مكان ولدي، وسميته سيف بن أبرهة، أقول ذلك لا أمن به عليك ولكن لأذكرك بمكانتك عندي.
فقالت في جفاء: لم تزدني مكانة يا أبا يكسوم. لن أنسى أنني ريحانة ابنة ذي جدن.
فقال: هذا حق، وهو ما يزيدني لك مودة. أعندك طعنة أخرى؟ أما من طعنة أخرى؟ لم لا تقولين إنك ريحانة زوج أبي مرة؟
فانتفضت في وثبة وقالت: بلى. أنا ريحانة زوج أبي مرة ابن ذي يزن. ألم تعرف ذلك عندما بعثت إلي تحملني إلى هنا؟ ألم تعرف ذلك وأنت تنزعني من بيت أبي؟ نعم أنا زوجة أبي مرة الذي ما يزال حيا، يهيم على وجهه في الأرض شريدا، يذكر امرأته وولده كل يوم إذا أصبح وإذا أمسى.
فقال أبرهة: أنت تثيرين غضبي.
فقالت في حنق: فليزد قلبك ثورة، إذن فهلم إلى بطشك حتى لا تبقي على حياة أمقتها وأبقى فيها ولا أستطيع أن أنسى عاري.
Página desconocida