Writings of Islam's Enemies and Their Discussion
كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها
Número de edición
الأولى / ١٤٢٢ هـ
Año de publicación
٢٠٠٢ م
Géneros
المبحث الثانى:منهج المستشرقين فى دراسة الإسلام
قبل أن نتعرف على موقف المستشرقين من السنة النبوية المطهرة يجدر بنا أن نتعرف أولًا على منهجهم فى دراستهم الاستشراقية للإسلام، فبمعرفة هذا المنهج سنقف على أثره فى نظرتهم للإسلام، وللسنة النبوية المطهرة ونحن كثيرًا ما نسمع المستشرقين يكثرون من القول: إن التحقيق والموضوعية والتحرر منهجهم فى كل ما يبحثون لا فرق فى ذلك عندهم بين عدو وصديق أو بين قريب وبعيد، ويكثرون من القول أيضًا: أنهم يدرسون العقائد الدينية على أسس من المبادئ المستمدة من العقل والمنطق ... هكذا يدعون!
والحق أنهم بعيدون كل البعد عن البحث العلمى النزيه ولا يمتون إليه بصلة، ويستوى فى هذا سائر المدارس الاستشراقية (١) .
ولا أدرى كيف يكون منهج الاستشراق اللاهوتى الوليد من عصبية وحقد النصارى للإسلام ولأمتنا الإسلامية - لا أدرى كيف يكون نزيهًا ومحايدًا فى دراسته للإسلام ...؟! وحتى بعد تطوره فى العصر الحديث إلى استشراق علمانى استعمارى لم يتخل عن العصبية الدينية، وإن لم تطغ هذه العصبية طغيانها قديمًا فهو استشراق استعمارى طامع فى خيرات هذه الأمة حاقدًا عليها ولا أمل له فى السيطرة على هذه الأمة إلا بإضعاف عقيدتها بدينها وبتاريخها وحضارتها ولا يكون ذلك إلا بالاستشراق اللاهوتى التبشيرى، وكذلك حال الاستشراق اليهودى فى منهجه، كانت تحركه نزعتين:
إحداهما دينية: تحمل أشد العداوة والحقد للإسلام والمسلمين.
وثانيهما سياسية: تحمل فى داخلها حلم إعادة مملكة سيدنا داود ﵇ فى فلسطين وحكم العالم أجمع.
(١) وهى المدرسة النصرانية، والمدرسة اليهودية، والمدرسة العلمانية، والمدرسة الإلحادية الشيوعية. انظر: أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها للأستاذ عبد الرحمن الميدانى ص ١٢٤، ١٢٥، والاستشراق والخلفية الفكرية للصراع الحضارى للدكتور زقزوق ص ٤٨، ٤٩.
1 / 118