ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية

Muhammad ibn Abdallah al-Awashn d. Unknown
79

ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية

ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية

Editorial

دَارُ طَيبة

Géneros

قصة نسيج العنكبوت والحمامتين في الغار روى الإِمام أحمد ﵁ في مسنده قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا مَعْمَر قال: وأخبرني عثمان الجزري أن مِقْسمًا مولى ابن عباس أخبره عن ابن عباس في قوله: ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ﴾ [الأنفال: من الآية ٣٠] قال: "تشاورت قريش ليلة بمكة، فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق، يريدون النبي ﷺ وقال بعضهم: بل اقتلوه. وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع الله ﷿ نبيه على ذلك. فبات عليٌّ على فراش النبي ﷺ تلك الليلة .. فلما رأوا عليًا ردّ الله مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري، فاقتصوا أثره، فلما بلغوا الجبل خلط عليهم، فصعدوا في الجبل، فمروا بالغار، فرأوا على بابه نسيج العنكبوت، فقالوا: لو دخل ههنا لم يكن نسيج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال" (١). قال ابن كثير ﵀: "وهذا إسناد حسن وهو من أجود ما روي في قصة نسج العنكبوت على فم الغار (٢) ". لكنه ﵀ قال في (الفصول): "ويقال - والله أعلم- إن العنكبوت سدّت على باب الغار، وان حمامتين عششتا على بابه ... (٣) ". فلم يحسنّها هنا، بل يفهم من كلامه خلاف ذلك. وحسّنها الحافظ ابن حجر في (الفتح (٤» على أنه قال عن عثمان الجزري: "فيه ضعف (٥) ". وفي (التهذيب) أن أبا حاتم قال عنه: يُكتب حديثه ولايحتج به. وقال العقيلي: لا يتابع في حديثه (٦).

(١) المسند (٥/ ٨٧). (٢) البداية والنهاية (٣/ ١٨١). (٣) الفصول في سيرة الرسول ﷺ. ص ٥٢. (٤) ٧/ ٢٣٦. (٥) التقريب (٢/ ١٣). (٦) التهذيب (٧/ ١٤٥).

1 / 80