ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية

Muhammad ibn Abdallah al-Awashn d. Unknown
60

ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية

ما شاع ولم يثبت في السيرة النبوية

Editorial

دَارُ طَيبة

Géneros

قصة الغرانيق روى البخاري عن ابن عباس ﵁ قال: "سجد النبي ﷺ بالنجم، وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس (١) " وروى عن ابن مسعود ﵁ قال: "أول سورة نزلت فيها سجدة: والنجم، قال: فسجد رسول الله ﷺ وسجد من خلفه إلا رجلًا رأيته أخذ كفًا من تراب فسجد عليه، فرأيته بعد ذلك قُتل كافرًا، وهو أمية بن خلف (٢) " ورواه مسلم (٣) دون ذكر أمية. وقد ذكر بعض المفسرين عند كلامهم على قوله تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى﴾ آثارًا فيها أن النبي ﷺ قرأها ثم قال: تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن لترتجى. فسجد رسول الله ﷺ، وسجد المشركون، وقالوا: إنه لم يذكر آلهتنا بخير قبل اليوم فأنزل الله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [الحج: ٥٢]. وهو قول باطل لا يصح نسبته إلى من لا ينطق عن الهوى ﷺ. وما أحسن ما قاله الإِمام الكبير إسماعيل بن كثير ﵁ عند تفسيره لهذه الآية: "قد ذكر كثير من المفسرين ها هنا قصة الغرانيق، وما كان من رجوع كثير من المهاجرة إلى أرض الحبشة ظنًا منهم أن مشركي قريش قد أسلموا، ولكنها من طرق كلها مرسلة ولم أرها مسندة من وجه صحيح والله أعلم (٤) ".

(١) كتاب التفسير: تفسير سورة والنجم، باب ﴿فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا﴾ (٨/ ٦١٤ فتح). وأخرجه أيضًا في كتاب سجود القرآن (٢/ ٥٥١ فتح) و(٢/ ٥٥٣) وفي كتاب مناقب الأنصار (٧/ ١٦٥) وكتاب المغازي (٧/ ٢٩٩). (٢) المصدر السابق. (٣) كتاب المساجد باب سجود التلاوة (٥/ ٧٤ نووي) رقم ٥٧٦. (٤) تفسير ابن كثير (٣/ ٢٣٠).

1 / 61