سألته كيتي: «لماذا لا تجعله يفتحها؟». «لأن الوغد رمى المفتاح بعيدا في الحقول.» «لا يمكن أن يكون قد فعل ذلك.»
حبس الشرطي أنفاسه. «بل فعل. لقد رأيته.» «وأنا رأيته يفتحها عند الفطور. كان المفتاح في طرف سلسلة ساعته. وهو لم يرم هذه السلسلة.»
همت بإخراج سلسلة ساعته لكن ييتس أوقفها.
قال لها: «لا تلمسيه. فأنا أتولى كل شيء هنا بنفسي دون مساعدة.» وانتزع السلسلة بقوة، وتدلى منها المفتاح الحقيقي.
قال: «حسنا يا ستوليكر، لا أعرف ما الذي يستحق إعجابي أكثر؛ ذكاؤك وجرأتك أم غبائي، أم قوة ملاحظة الآنسة بارتليت. هل يمكننا دخول الحظيرة يا كيتي؟» «نعم، ولكن إياك أن تؤذيه.» «اطمئني. فأنا معجب جدا به. لا تدخلي معنا. سأخرج في غضون لحظة كما يخرج الوسيط بين الأرواح من خزانة روحانية مظلمة.»
وبعدما دخلا مخزن الحبوب، ثبت ييتس الشرطي عنوة على العمود البلوطي المربع الذي كان جزءا من هيكل المبنى، وكان يشكل أحد جانبي السلم العمودي الذي كان يؤدي إلى قمة مستودع أكوام التبن.
قال بجدية: «والآن يا ستوليكر، لعلك تدرك بالطبع أني لا أريد أن أوذيك، لكنك تدرك أيضا أني مضطر إلى إيذائك إذا حاولت الإتيان بأي حيل خادعة. لا أستطيع المجازفة إطلاقا، أرجو أن تتذكر ذلك، وتتذكر أني سأكون في ولاية نيويورك بحلول الوقت الذي ستستعيد فيه حريتك. لذا لا تجبرني على تهشيم رأسك في هذا العمود.» ثم فتح قفل الصفد الذي يقيد معصمه، متكبدا بعض العناء في سبيل ذلك، ثم سحب يد ستوليكر اليمنى حول العمود، وأغلق القفل نفسه على معصمها الذي كان حرا حتى هذه اللحظة. فصار الرجل التعيس الحظ، الذي كان خده ملتصقا بالعمود، في وضعية مثيرة للضحك إذ بدا كأنه يعانق العمود بحب شديد. «سأحضر لك كرسيا من المطبخ كي تشعر بارتياح أكبر، إلا إذا كنت تستطيع هد دعامات المبنى بساعديك مثل شمشون. ثم سأضطر إلى توديعك.»
خرج ييتس إلى الفتاة التي كانت تنتظره.
وقال لها: «أريد استعارة كرسي من المطبخ كي يرتاح عليه ستوليكر المسكين يا كيتي.»
سارا نحو البيت. ولاحظ ييتس أن إطلاق النار قد توقف، باستثناء طلقة عابرة هنا وهناك عبر المنطقة.
Página desconocida