قالت أخته عابسة: «لا تتحدث هكذا عن تجمع ديني يا هنري.» «حسنا، هذه هي ماهيته على أي حال.»
سأل البروفيسور ناظرا إلى الفتاة: «أهو ملتقى للصلوات؟».
صاح هنري بحماس ، حارما أي أحد سواه من فرصة التحدث: «بالطبع! إنها جلسة صلاة، وكل أنواع الجلسات الأخرى مجتمعة في جلسة واحدة. إنها جلسة تجديد ديني؛ أي جلسة مطولة، تلك هي ماهيتها. من الأفضل أن تأتي معنا يا سيد رينمارك، وتستطيع حينئذ أن ترى ماهيتها. ثم يمكنك أن تسير إلى المخيم مع ييتس.»
لم يبد أن البروفيسور استحسن هذه الخاتمة الشارحة الجذابة بالقدر الذي توقعه الصبي؛ لأنه لم يرد.
ألح الصبي قائلا: «ستأتين يا أختاه؛ أليس كذلك؟». «هل أنت متأكد من أن كيتي ذاهبة؟» «ستذهب بالتأكيد. أتظنين حقا أنها قد تفوت حضور الجلسة؟ سيأتيان إلى هنا قريبا أيضا، من الأفضل أن تذهبي وتستعدي.»
ردت مارجريت وهي تغادر الغرفة: «سآخذ رأي أمي.» ثم عادت بعد قليل مرتدية ثيابها وجاهزة للذهاب إلى الجلسة، واستقر البروفيسور في النهاية على أن يذهب أيضا.
الفصل الثالث عشر
كان أي شخص يمر بمنطقة كورنرز في ذلك المساء سرعان ما سيدرك أن ثمة شيئا مهما يحدث. فقد كانت مركبات من كل الأنواع مصطفة على الطريق، حيث سحبت ناحية السياج الذي كانت خيولها مربوطة بقضبانه. وكان واضحا أن البعض أتى من مناطق بعيدة؛ لأن القس المعني بتجديد الروح الدينية كان ذائع الصيت. كانت النساء عند وصولهن يدخلن مبنى المدرسة، الذي كان مضاء إضاءة متوهجة بمصابيح الزيت. ووقف الرجال جماعات في الخارج، فيما جلس الكثيرون منهم مصطفين على الأسيجة، وكانوا كلهم يتحدثون عن كل موضوع يمكن تخيله ما عدا الدين. يبدو أنهم تصرفوا وفق النظرية القائلة إنهم، على أي حال، سيتلقون قدرا كافيا من الدين لإشباع أشد الرجال تشددا حين يدخلون. جلس ييتس على العارضة العلوية من السياج مع باري العصا، الذي كان قد استضافه في بيته. كانت السماء تظلم بشدة إلى حد يعجز المرء عن بري العصي كما يشاء؛ لذا حاول الرجل ذو السكين القابل للطي تسلية وقته بحفر شقوق في العارضة التي كان جالسا عليها. وحتى حين فشل ذلك في تسليته، دائما ما كان يجد متعة في مجرد فتح سكين ذي زنبرك قوي في مؤخرته وقفله باستمرار، ولذة إضافية في خطر احتمال جرح أصابعه. كانوا يتحدثون عن حركة فينيان، التي كانت تشغل بال الكنديين بعض الشيء آنذاك. وكان ييتس يخبرهم بما يعرفه عن هذه الجماعة في نيويورك وعن قوتها، وبدا المستمعون إليه يميلون إلى التقليل من شأنها. فلم يكن أحد يصدق أن الفينيانيين متهورون إلى حد الإقدام على غزو كندا، لكن ييتس كان يرى أنهم لو فعلوا ذلك، فسيكبدون الكنديين عناء أشد من المتوقع.
قال أحدهم: «أوه، سنطلق بارتليت العجوز عليهم لو جاءوا إلى هنا. سيرغبون بشدة في العودة إلى بلادهم لو تعامل معهم.»
فأضاف آخر: «بلسانه.»
Página desconocida